نشأة المكتبة
افتتحت مكتبة جامعة بيت لحم عام 1973 في صف من صفوف الطابق الارضي للمبنى الرئيسي والذي سمي فيما بعد مبنى دي لسال.
احتوت المكتبة على 525 كتابا وكان يعمل فيها موظفين اثنين، وقد اعتمدت الجامعة في بداياتها على كرم المتبرعين من الافراد والمؤسسات لتزويدها بالكتب.
كان العام 1977 بداية حقبة جديدة في تاريخ المكتبة بتشييد وافتتاح المبنى الجديد والذي صممه المهندس فرنشيسكو مونتانا. أما تمويل البناء فكان من اساقفة المانيا عن طريق مؤسسة “الميسيريور” ومركز الوكالة الكاثوليكية للتنمية وفرسان القبر المقدس وأصدقاء جامعة بيت لحم.
في البداية كانت مواد العلوم تدرس في الطابق الثاني وكان يستخدم ايضا للتخزين. بعد ذلك تم تأسيس مركز المواد السمعية البصرية وتلاه المجموعات الخاصة الفلسطينية في منتصف الثمانينات، وبحلول عام 1983 اصبحت المكتبة تضم 27 الف كتاب.
بدأ العصر الجديد للمكتبة عام 1995 مع الفهرس البطاقي الالكتروني بقدوم عصر الكمبيوتر والانترنت واستخدام قواعد البيانات الالكترونية والاقراص المدمجة. كان بناء مركز تراثنا عام 2000 ( مركز التراث الفلسطيني) والممول من التعاون الانمائي-ايرلندا، يعتبر تطورا كبيرا للمكتبة.
حصلت نقلة نوعية في المكتبة ما بين 2005 – 2006 بتحويلها للعمل بنظام جديد حيث يحتوي هذا النظام على ست وحدات متكاملة وهي: وحدة اقتناء الكتب، والفهرسة والسلاسل ودرج الاعارة ونظام الفهرس المفتوح وادارة الوحدات. وبتطبيق النظام الجديد في المكتبة تم الاستغناء كليا عن فهرس البطاقات التقليدي. وقد صممته وطورته شركة نور سوفت لتطوير البرمجيات في رام الله ليتلاءم مع اللغة العربية. أما مؤسسة جامعة بيت لحم فقد وفرت التمويل لشراء البرنامج.
باشرت المكتبة بتطبيق مشروع الرقمنة عام 2009 لتنضم بذلك الى الشبكة الرقمية المعولمة لتبادل المعرفة. واصبحت جامعة بيت لحم الرائدة بين الجامعات الاكاديمية في الضفة الغربية في تحويل والحفاظ على الكتب النادرة عن فلسطين.
ان الدعم المطلق والذي نقدره تقديرا كبيرا من نائب الرئيس الاعلى، الاخ بيتر براي مكن المكتبة من الحصول على منحتين من سفارة نيوزيلندا في انقرة – تركيا لشراء جهاز الخادم لبث المعلومات واجهزة حاسوب عالية القدرة.
تستمر قصة مكتبتنا ونحن نسير ” معا ومتحدين ” تحفزنا كلمات الاخ بيتر “هل هناك طريقة افضل”.
تحققت هذه الكلمات يوم 24 شباط 2016 بافتتاح المكتبة المجددة. مركز مجدد يوفر المصادر من الدرجة الاولى ضمن مرافق اخرى وهي: منطقة الدراسة الصامتة في كل طابق، و 11 غرفة مناقشة للمجموعات من الطلبة والمعلمين مع طلبتهم الذين يستخدمونها اما للدراسة او عرض مواضيعهم باستخدام احدث الاجهزة والتكنولوجيا او لإعطاء الحصص.
ان مقهى المكتبة يضفي جوا من الدراسة او القراءة المريحة في ظل المناظر الطبيعية لمدن بيت لحم وبيت ساحور وبيت جالا.
بالاضافة الى التجديدات المذكورة اعلاه قام فريق المكتبة بخطوة جريئة وريادية بالتشاور مع الموظفين المؤهلين في وحدة التكنولوجيا الا وهي تطبيق نظام موجات الراديو بنجاح. تفتخر مكتبة الجامعة الان باستخدامها نظام موجات الراديو في عدة مجالات مثل اجهزة استعارة الكتب الذاتية ونظام الامان عند مداخل المكتبة وخدمة الاعارة باستخدام جهاز محمول وجهاز رقمي للمساعدة في عملية جرد الكتب من ضمن امور اخرى.
سميت مكتبة جامعة بيت لحم ب “مكتبة زبيرسكي” تكريما لعائلة زبيرسكي. تأتي هذه التسمية تقديرا لسخاء الدكتورة سوافا زبيرسكي وزوجها المحترم رجل الاعمال الفلسطيني غسان سلامة.
لقد ساهم تبرعهم الكريم لذكرى ” ستانيسلاو و هالينا زبيرسكي” والدي الدكتورة زبيرسكي بالنمو والتميز الاكاديمي للجامعة بشكل كبير.
تم اقامة حفل التسمية ومباركة المبنى يوم 21 تشرين اول 2022.
لا يمكن الانكار ان جامعة بيت لحم التي هي واحة للسلام تعمل باستمرار لتوفير الجودة في التعليم لشباب البلد. وبسعي المكتبة الحالية ان تكون المركز الفكري للجامعة هو شهادة على هذا السعي التعليمي في ذروته.