في شهر أيلول من العام 2023، تولت الأستاذة سلام عواد دورًا هامًا في الجامعة بيت لحم عندما استلمت مهام عميدة كلية طارق أحمد الجفالي للتمريض والعلوم الصحية. بعد مسيرة مهنية تمتد لأكثر من ثلاثة عقود، أصبحت سلام رمزًا للتفاني والإسهامات الهامة في مجال تعليم التمريض وممارسته في المنطقة.
بدأت رحلتها في عالم التمريض بحصولها على درجة البكالوريوس في التمريض من جامعة بيت لحم في عام 1990. وسرعان ما انتقلت للعمل كممرضة بدوام كامل في مستشفى سانت جوزيف في القدس، حيث طورت مهاراتها في مجال التمريض وصقلت شغفها بتثقيف المرضى. في عام 1994، حصلت على درجة الماجستير في التمريض من جامعة فيلانوفا في الولايات المتحدة الامريكية، حيث ركزت على تعليم التمريض مع تركيز خاص على الاهتمام بالتمريض السريري للبالغين. لقد كان هذا الأساس التعليمي الراسخ بمثابة انطلاقة لها لشغل دور طويل الأمد كمُدرسة في جامعة بيت لحم، حيث قامت بتدريس مجموعة متنوعة من مقررات التمريض لمدة تقارب 30 عامًا.
وخلال فترة عملها في الجامعة، كانت سلام ملتزمة بتطوير الطلاب أكاديميًا. فقد درّست مواد أساسية مثل أسس التمريض وصحة البالغين، كما قامت بتقديم النصح والإرشاد للطلاب في رحلتهم التعليمية، بالإضافة إلى تنسيق برامج التبادل الدولية. وقد كان التزامها بتعزيز تعليم التمريض واضحًا خلال فترة عملها كمنسقة لبرنامج التمريض فرع القبيبة من عام 2007 حتى 2014، حيث عملت على تعزيز المبادرات الصحية المجتمعية وتوفير تجارب تعليمية عملية.
ولا يتوقف شغفها بتطوير تعليم التمريض عند حدود التدريس فقط، بل تجلى أيضًا في مشاركتها الفعالة في المؤتمرات وورش العمل الدولية، والتي كان آخرها مؤتمرًا في دبي في شهر كانون الثاني 2024، تناول استخدام المحاكاة كأداة تعليمية حديثة، وهي تقنية تُخطط عميدة التمريض الجديدة لتطبيقها في جامعة بيت لحم. وفي وقت سابق من حزيران من العام 2023، شاركت في ورشة عمل ضمن برنامج Erasmus+ في هلسنكي، فنلندا، حيث استكشفت دور التكنولوجيا في التعليم.
إلى جانب أدوارها كمعلمة ومدربة سريرية ومنسقة برامج، كانت سلام عواد رائدة في تنظيم برامج التبادل لطلاب التمريض في جامعة بيت لحم مع جامعات عالمية، حيث سهلت لهم فرصًا لاكتساب خبرات دولية، وكذلك استضافة طلاب أجانب للتدريب في فلسطين. وقد ساهمت هذه التبادلات في توسيع آفاق الطلاب ومساعدتهم على التأقلم مع العمل في بيئات رعاية صحية متنوعة.
ان قيادة السيدة سلام عواد، سواء كمعلمة أو عميدة، تستند إلى التعاطف والتفاني والتزام مدى الحياة بالرعاية الصحية. الحقيقة تقال، أن إسهاماتها في جامعة بيت لحم بشكل خاص، ولمهنة التمريض والمجتمع الصحي الأوسع في فلسطين لا تقدر بثمن.