افتتحت كلية طارق أحمد الجفالي للتمريض والعلوم الصحية في جامعة بيت لحم فعاليات اليوم الأول للمؤتمر الطلابي الموسوم ” مؤتمر أبحاث طلبة التمريض: من الأفكار الى التأثير”. وحضر المؤتمر أكثر من مائتي مشارك من الطلبة والأساتذة بالإضافة الى ممثلين عن مؤسسات الرعاية الصحية في المحافظة، بالإضافة الى الأخ إرنان سانتوس، نائب الرئيس الأعلى للجامعة، والأستاذة سلام عواد عميدة كلية التمريض والعلوم الصحية، وكل من إبراهيم مغنمين ممثل وزارة الصحة الفلسطينية وإبراهيم نمورة نقيب التمريض والقبالة الفلسطينية وعدد كبير من أساتذة الكلية ورؤساء الأقسام المختلفة في الجامعة.
افتتح المؤتمر الذي تولى عرافته كل من الطالب أنس أبو فارة والطالبة أسيل البطمة بالوقوف دقيقة صمت اجلالًا للشهداء تلاها النشيد الوطني الفلسطيني، ثم كلمة ترحيبية من الأستاذ ناجي أبو علي المنسق العام للمؤتمر ومنسق مساق إدارة التمريض لطلاب السنة الرابعة، الذي رحب بالضيوف وشكرهم على حضورهم من مناطق مختلفة رغم صعوبة أوضاع الطرق.
وأكد أبو علي في كلمته على أهمية التركيز على البحث العلمي فقال “يعتبر البحث من العوامل الأساسية لتحسين الرعاية الصحية وتطوير الممارسات الصحية، فهو يساعد على تحديد الأفضليات والاحتياجات في القطاع الصحي، كما أنه يلعب دورًا أساسيا في تعزيز الوعي الصحي مما يؤدي الى تعزيز وتحسين السلوكيات الصحية للأفراد. وشكر أبوعلي جميع من ساهم في التحضير للمؤتمر وانجاحه.
من جهتها أكدت عميدة الكلية أ. سلام عواد على أهمية هذا التجمع الذي يعكس أهمية البحث العلمي في الوقت المعاصر والرغبة المشتركة في التقدم والابتكار رغم العقبات وثمنت دور الحضور في المؤتمر في تعزيز العمل الجماعي لتحقيق الاهداف المشتركة. وشكرت جميع الطواقم التي عملت على تنظيم المؤتمر.
وشدد الأخ ارنان سانتوس نائب الرئيس الأعلى لجامعة بيت لحم في كلمته على أهمية استشعار أهمية مهنة التمريض والمهن الصحية في جوهرها الإنساني الاحترافي النابع من الرغبة في مساعدة الغير وأنه لا يجب الاكتفاء بما يتم تعلمه في المرحلة الجامعية كونها مجرد البداية في هذا المشوار وأكد على فخره بطلاب كلية التمريض وعلوم الصحة وحماسه لرؤيتهم منطلقين في حياتهم العملية.
بدوره أشاد الاستاذ موسى الربضي مدير معهد التشبيك والشراكة المجتمعية بدور العاملين في القطاع الصحي وتحديداً قطاع التمريض اذ أكد على حيويته وأساسيته في البلاد في الظروف الراهنة وأكد أن هذا المؤتمر يشكل نموذج لدائرة التطوير في جامعة بيت لحم منوهًا الى أهمية تواجد شراكة حقيقية لكل مراحل التطوير والتنفيذ الأمر الذي يجسده الفخر بخريجي جامعة بيت لحم ككوادر قادرة على المساهمة في المجتمع الفلسطيني.
ونقل الاستاذ ابراهيم مغنمين ممثلًا عن وزارة الصحة الفلسطينية تحيات مدير عام الإدارة العامة للتمريض في الوزارة نجاة دويكات، وأثنى على جهود كلية التمريض بجامعة بيت لحم الدائمة الرامية إلى تطوير مهنة التمريض والارتقاء بواقعها الفلسطيني وهنأ الطلبة على انجازاتهم وعلى عقد هذا المؤتمر الهام.
وأكد مغنمين اهتمام الوزارة بالعمل المشترك من أجل النهوض بمهنة التمريض التي فرضت واقعًا جميلًا انعكس ايجابيًا على مستوى الجودة الصحية المقدمة للمريض الفلسطيني.
ومن جهته سلط نقيب التمريض والقبالة الفلسطينية الاستاذ ابراهيم النمورة الضوء على الدور الهام الذي يلعبه الممرضون في قطاع غزة والذي ارتقى منهم العديد من الشهداء واصيب العشرات منهم الذين يقدمون أنفسهم في الصفوف الأولى لخدمة الوطن في هذه الظروف الاستثنائية. ومن جهة أخرى عبر نموره عن استعداده للعمل مع زملاء المستقبل وأكد جاهزية النقابة للعمل على اتفاقية تعاون مع جامعة بيت لحم لتقديم منح تعاونية لدراسة الماجستير لمنتسبي النقابة.
وفي كلمة البروفيسور عصمت مكي رئيس قسم فرانسيس إم ماكلولين للتمريض، كلية بلومفيلد، الولايات المتحدة الأمريكية استعرض مسيرته العلمية التي بدأت من جامعة بيت لحم في مطلع التسعينات والمحطات التي تنقل فيها وصولا لمكانه الحالي وأكد على إيمانه بقدرة خريجي كلية التمريض بجامعة بيت لحم من الوصول إلى أرقى المناصب العلمية والأكاديمية العالمية من منطلق اطلاعه على البرنامج المميز والريادي المتقدم الذي تقدمه الجامعة لطلبتها. وعبر مكي، الذي ألقى كلمته ومحاضرته عن بعد، عن فخره بأن يكون ضيف شرف لهذا المؤتمر كونه أحد خريجي هذه الجامعة.
وقد ألقت الطالبة نتال نوفل والطالب عبد الفتاح فطافطة كلمة الطلاب حيث رحبوا بالحضور و أكدوا على أهمية الدور الطلابي في تطوير البحث العلمي كمسلك ومنهجية علمية ثابتة ووجود هذا المؤتمر القائم على الجهود البحثية لطلاب كلية التمريض وعلوم الصحة كزاوية ارتكاز مهمة للاستمرار في سلك طريق الابحاث العلمية وتطويرها والبناء عليها.
وتم وفي الجلسة الاولى عرض البحوث العلمية المتنوعة من أبحاث العلاج الوظيفي والعلاج الطبيعي والتمريض والقبالة حيث سيتم عرض جميع البحوث ال 22 على مدار يومي المؤتمر الذي سيتم استكماله يوم الثلاثاء 28 أيار 2024، وتشمل الأبحاث عناوين بحثية متنوعة مستقاة من واقع القطاع الصحي الفلسطيني. وفي نهاية الجلسة الثانية تم التصويت على افضل عرض لليوم وكانت لصالح البحث بعنوان:
An In-depth Analysis of the Proficiency in Cardiopulmonary Resuscitation: Evaluating Knowledge, Practice, Performance, and Challenges encountered by Doctors and Nurses.
وقد حصل البحث الفائز على جائزة رمزية مقدمة من شركة زوادة.
اما الجلسة الاخيرة لليوم الاول فقد عرض جزء منها في زاوية الأكشاك لجداريات الابحاث العلمية، إذ تخلص نتائج هذه الأبحاث الى معطيات جديدة عديدة تعمل على تحسين هذا الواقع والمساعدة على النهوض به إلى مستويات أعلى جودة في مجال الخدمة الصحية العملية والعلمية؛ وسيتم استكمال هذه الجلسة بشكل موسع في اليوم التالي للمؤتمر. كما سيتم عرض فعاليات ونشاطات طلابية مختلفة ومسابقات رياضية بتنسيق الأستاذة سمر الأعرج رئيسة الدائرة الرياضية في الجامعة وسيتم اختيار افضل بوستر في المؤتمر.
لقد أصبح هذا المؤتمر من أهم المؤتمرات البحثية الطلابية الريادية التي تعقدها جامعة بيت لحم والجامعات الفلسطينية بشكل دوري لما يعرض فيه من أحدث الأبحاث والدراسات التي يعنى جزء كبير منها بالواقع الصحي الفلسطيني، وقد أصرت الجامعة على عقد المؤتمر هذا العام على الرغم من الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن التي تشكل تحدياً أمام الباحثين ورواد المؤسسة التعليمية والصحية.