عقدت كلية التربية باكورة نداوتها هذا الفصل حول واقع الارشاد النفسي والمدرسي في ظل الحرب الاخيرة في قطاع غزة وما تبعها من أحداث في جميع أنحاء الوطن. حيث أكد المتحدثون على أهمية هذا الموضوع في الوقت الحالي وخاصة أن الآثار المترتبة عليه في المجال التربوي والتعليمي قد زادت وألقت بظلالها على أبعاد أخرى.
افتتح الندوة الأخ البرفسور الخيندورا سيرنا، عميد كلية التربية، الذي رحب بالمتحدثين والحضور وأكد على أهمية الارشاد النفسي والمدرسي في ظل هذه الظروف التي يعيشها الطلبة، كما أشار الى دور المدرسة في معالجة الاثار النفسية خصوصا في هذه الاوقات، مؤكدًا على فكرة المؤسسة التعليمية وتكاملها في القيام بهذا الدور.
وبدوره تطرق الأستاذ معاوية عواد في حديثه عن واقع وإحصائيات الحرب على القطاع التعليمي المدرسي والآثار النفسية التي ترتبت على ذلك. كما أوضح بإسهاب علمي متخصص حول أثر الظروف النفسية على المرشدين التربويين، والأساتذة والبيئة التعليمة والطلاب والتحديات التي تواجه قطاع الإرشاد المدرسي في الآونة الحالية.
وفي قطاع عمل المؤسسات العالمية المتخصصة في مجال الدعم النفسي، تحدثت “اودري” من مؤسسة أطباء بلا حدود
عن واقع وقصص الصحة النفسية والآثار المدمرة للحرب على نفسية الطلبة والأطفال والتدخلات التي تقوم بها المؤسسة حاليا للحد من هذا الآثار. وفي نفس المجال تحدثت الاستاذة نوال الزير من مؤسسة مركز الإرشاد النفسي والاجتماعي للمرأة على دور المؤسسة وتدخلاتها في سبيل معالجة أو التخفيف من الأزمة الحالية.
وفي سياق متصل تحدث الأستاذ أنطون جرايسة مدير مدرسة البطريركية اللاتنية بيت ساحور عن تجربة المدرسة. والادوات وآليات التي اتخذتها في سبيل معالجة الاثار النفسية على الطلبة. وسبل تدريب طلبة لمساعدة زملائهم في تجاوز هذه الازمة. كما أشار الى دور الطلبة في اطلاق مبادرات للتخفيف عن كاهل بعض الأسر مما تعانيه اقتصاديا في هذه الظروف.
واختتمت الورشة بنقاش مفتوح بين المشاركين صدر عها عدد من التوصيات من أهمها: المتابعة في هذا السياق من قبل الجامعة لعقد دورات تدريبية متخصصة وانشاء شراكات مع المؤسسات ذات العلاقة من أجل رفع كفاءة العاملين في هذا المجال، إعادة التفكير مليا في آليات ومنهجية التدخل ومدى ملائمتها للظرف الحالي، إعادة التفكير بتوطين مفردات ونظريات علم النفس والاجتماع والخدمة الاجتماعية واسقاطها ضمن السياق الفلسطيني. التواصل والتشبيك مع المؤسسات الحكومية من أجل العمل على تعزيز وتطوير كفاءة العالمين وتوظيف المزيد في هذا المجال.
وفي ااختام شكر أ. محمد عواد عضو هيئة تدريس كلية التربية. منسق الندوة وميسرها الحضور جميعا. وأكد على أهمية هذا اللقاء والمخرجات الخاصة به واعدًا بالاخذ بالتوصيات من أجل متابعة التطوير لما لهذا الموضوع من أهمية الان وما بعد الحرب.