استمراراً لسلسلة نجاحات طلبة جامعة بيت لحم، فازت الجامعة بمشروعين في “مسابقة الطالب الجامعي الباحث” الممولة من صندوق تطوير الجودة التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي الفلسطينية، عن فئتي أفضل مشروع تخرج لمرحلة البكالوريوس وأفضل رسالة ماجستير. حيث حصدت الطالبات غدير دعامسة ورغد شقيرات ومرح جبران، من كلية التربية، جائزة أفضل مشروع تَخَرُّج لمرحلة البكالوريوس، وذلك عن مشروع تطبيقي بعنوان “التعليم في مجال التغير المناخي”، والذي قامت به الطالبات تحت اشراف الدكتورة ربيحة عليان.
كما فازت عن جامعة بيت لحم الطالبة ليان عواد، من برنامج التنمية والتعاون الدولي في كلية شكري دبدوب لإدارة الأعمال، عن فئة “أفضل رسالة ماجستير”، وهي بعنوان “فاعلية وتحديات تطبيق الشراكات التكنولوجية في عملية التدريس عن بُعد لمعلمي المرحلة الأساسية العليا”، بإشراف من الدكتورة ربيحة عليان. وتكمن أهمية الدراسة في توضيح أهمية العلاقة بين أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر، وتحديداً العلاقة بين الهدف الرابع الذي يركز على التعليم الجيد والهدف السابع عشر الذي يؤكد على الشراكات من أجل تحقيق الأهداف والتي تتمحور في التعاون والتآزر المطلوبين لتحقيق نتائج تعليمية أفضل على مستوى العالم. حيث تساهم هذه الشراكات في ضمان توفر الموارد الكافية والخبرات اللازمة لتحقيق استمرارية عملية التدريس عن بُعد. ويخلق الهدفان الرابع والسابع عشر معاً إطاراً قوياً لتعزيز التعليم الشامل والمُنصف في حالات عدم الاستقرار كجائحة كورونا. ولتحقيق هدف الدراسة، استخدمت الباحثة منهجية البحث المُختلط الذي يجمع بين الأسلوبين الكمي والكيفي. وتم قياس الفاعلية بدلالة العديد من الأبعاد، أبرزها بُعد “مشاركة المحتوى التعليمي عبر الشبكة العنكبوتية من حيث الإنتاج والاستخدام”، وبُعد “تفاعل المعلمين” ، وبُعد “التفاعل الطلابي”.
وبينت نتائج الدراسة أن فعالية تطبيق الشراكات التكنولوجية في عملية التدريس عن بُعد كانت محدودة حتى من قبل المعلمين الذين كان لديهم خبرات تكنولوجية سابقة. فقد حاولوا أن يكونوا منتجين وغير معتمدين بشكل كامل على المحتوى التعليمي الجاهز، إلا أن افتقارهم إلى المعدات المناسبة صعّب الأمر عليهم. وبينت نتائج تحليل المقابلات التحديات التي واجهت المعلمين في انشاء شراكات تكنولوجية. منها التحديات الاجتماعية المتمثلة بالصعوبات التي كانت تواجه المعلمين في العثور على بيئة مناسبة للتدريس عن بُعد، وشعورهم بالعجز عن تحقيق التوازن بين التدريس عن بُعد ومسؤوليات المنزل مما اضطرهم إلى تحويل غرف المعيشة إلى صفوف مدرسية مؤقتة، كما اضطروا الى إدارة عوامل التشتيت والصعوبات التقنية في مدة زمنية قصيرة جداً، مما أدى إلى خلق بيئة تعليمية هشّة. كما واجه المعلمون تحديات تتعلق بمشاركة أولياء الأمور، حيث أن دور أولياء الأمور لم يكن دائماً إيجابياً بل تحول إلى دور سلبي في بعض الأحيان، خاصة فيما يتعلق بحل الواجبات والتقدم للامتحانات عن بُعد. الى جانب ذلك، واجه المعلمون تحديات تتعلق بالصحة البدنية بسبب ساعات العمل الطويلة أمام الشاشات، حيث عانى معظمهم من آلام في الظهر، والرقبة، وإجهاد العيون، والصداع بسبب العمل الإضافي. علاوة على تحديات تتعلق بالصحة النفسية كالضغط النفسي، والقلق، والتوتر، خاصة في محاولاتهم لإيجاد حلول متعلقة بالأزمة المالية التي مروا بها وما كان يتوجب عليهم توفيره من أجهزة إلكترونية مُكلفة وإنترنت عالي السرعة، فتولدت لديهم حالة من الإرهاق النفسي.
يذكر أن “مسابقة الطالب الجامعي الباحث” تُطرح من قبل صندوق تطوير الجودة، وتتنافس فيها الجامعات الفلسطينية، وتهدف الى تشجيع البحث العلمي لدى طلبة الجامعات، ونشر ثقافة البحث العلمي لرفع جودة مخرجات البحوث في فلسطين، وتحقيق الجودة والتنمية المستدامة في القطاعات البحثية.