نحن نعلّم الحياة. . . سيدي” رفيف زيادة”
باعتبار جامعة بيت لحم مؤسسة رائدة للتعليم العالي في فلسطين، فإن الجامعة ليست مجرد شاهد على الفظائع التي
ترتكب في غزة والضفة الغربية؛ وإنما لها دور فعّال في كشف الحقيقة وفي تشكيل مستقبل أفضل للشعب الفلسطيني. وتماشيا مع رسالة ورؤية وقيم جامعة بيت لحم، فإنه من واجبنا أخلاقياً ومعنوياً رفع أصواتنا ضد حرب الإبادة الجماعية المستمرة والهجمات الإرهابية التي ترتكبها إسرائيل والمستوطنون الصهاينة ضد الشعب الفلسطيني.
نحن، أسرة جامعة بيت لحم، ملتزمون “بتعليم الحياة” ونشعر بالغضب إزاء مشاهد الموت المروعة والتي نشهدها ترتكب في غزة. وكما كان الحال على مدى السنوات الخمس والسبعين الماضية التي اتسمت بالإبادة الجماعية والتطهير العرقي، فقد شهدت الأيام العشرة الماضية قصف المدارس والجامعات والمنازل والمباني السكنية، كما طالت الآن مستشفاً كبيراً. ومع ذلك، فإن أعمال الرعب الأخيرة التي استهدفت المدنيين الأبرياء في غزة وصلت إلى مستوى غير مسبوق من الشر. لقد تم القضاء على عائلات بأكملها. أحياء بأكملها سويت بالأرض؛ المستشفيات مهددة وتقصف الآن بشكل عشوائي الأمر الذي يتعارض مع كافة الاتفاقيات والمواثيق الدولية. وبغض النظر عن اللون أو العقيدة أو العرق أو المذهب، فإن الحياة كلها ثمينة، ولها قيمة متساوية، ويجب حمايتها.
إننا ندين بشدة العنف العشوائي الذي ألحقته آلة الحرب الإسرائيلية بالفلسطينيين في غزة، وتدمير المؤسسات التعليمية والدينية، والتجاهل الصارخ لحياة البشر والقانون الدولي. ومما يزيد من هول المذبحة والصمت المدوى للغرب الذي يدعي “الإنسانية” وإسكات الأصوات التي تحاول مواجهة الأكاذيب ونشر الدعاية المناهضة للفلسطينيين.
في هذه الظروف العصيبة، نؤكد من جديد التزامنا بـ “تعليم الحياة”. ونحن نردد كلمات وثيقة كايروس فلسطين لعام 2009، التي تحذر من “التطبيق الانتقائي للقانون الدولي” الذي يجعلنا عرضة لـ “قانون الغاب”. وندعو المثقفين والأكاديميين المحليين والدوليين إلى الوقوف بحزم ضد “شيطنة” الشعب الفلسطيني وتجريده من إنسانيته إلى حد الإبادة الجماعية والتهجير القسري. كما وندين جميع أشكال التعبير عن الغضب الانتقائي الذي يحجب آلام ومعاناة الضحايا الفلسطينيين، فضلا عن الظلم الذي يؤدي إلى العنف في المقام الأول.
لقد عانى الشعب الفلسطيني طويلا من “قانون الغاب” بسبب الاحتلال، وقد حان الوقت لكل من يؤمن بالعدالة أن ينتفض ضد هذه المعاناة ويطالب بالعدالة وتطبيق حقوق الإنسان. إن ما يحدث يشكل إهانة لكل أخلاق وقيم الإنسان صاحب الضمير الحي في جميع أنحاء العالم.
نحن في جامعة بيت لحم سنستمر في “تعليم الحياة”، والحياة على أكمل وجه بأفضل ما في وسعنا؛ لكل طالب وطالبة من طلابنا، لكل واحد منا، لفلسطين، للعالم وللمستقبل.