عقد مكتب عمادة البحث العلمي ندوة افتراضية بعنوان “موروث إدوارد سعيد النقدي”، والتي كانت الندوة الافتتاحية لمجموعة أبحاث جامعة بيت لحم للعام الدراسي 2023-2024، يوم الاثنين الموافق 2 أكتوبر 2023.
رحبت الدكتورة منى مطر، نائب الرئيس المساعد للشؤون الأكاديمية، بالضيوف نيابة عن نائب الرئيس الأعلى للجامعة، الأخ الدكتور بيتر براي، ونائب الرئيس للشؤون الأكاديمية، الأستاذة الدكتورة إيمان السقا. وأكدت الدكتورة مطر على أهمية تنظيم هذه الندوة بالنسبة لنا كفلسطينيين في الذكرى العشرين لوفاة إدوارد سعيد (1 نوفمبر 1935 – 24 سبتمبر 2003)، أحد أكثر المفكرين الفلسطينيين تأثيرًا في عصرنا.
كما أشارت إلى أن هذه الفعالية هي واحدة من الفعاليات الخاصة التي تم تنظيمها للاحتفال باليوبيل الذهبي للجامعة، مضيفة أن إدوارد سعيد زار جامعة بيت لحم في أواخر التسعينيات.
في كلمته التقديمية، تحدث الأستاذ الدكتور جميل خضر، عميد البحث العلمي وأستاذ اللغة الإنجليزية، عن أهمية أعمال سعيد عبر مختلف التخصصات. وقال: “على مدار حياته، تحدى إدوارد سعيد الروايات السائدة وأعاد تشكيل مجالات الدراسات الاستعمارية والنقد الأدبي والدراسات الموسيقية، وغيرها. ويعتبر عمله الضخم، الاستشراق، نصًا أساسيًا في الخطاب الأكاديمي.”
من جهته أكد الأستاذ الدكتور خضر على التأثير العالمي لأعمال سعيد على العلماء والناشطين، حيث شهد المتحدثون المتنوعون على مدى تأثيره العالمي.
قدم الدكتور أنتوني ألساندريني، أستاذ الدراسات الشرق أوسطية في جامعة مدينة نيويورك، رؤية حول عمل سعيد كناقد، وبشكل أكثر تحديدًا، إصراره على الجمع بين التضامن والنقد، والتزامه بالتحرير والعدالة، خاصة في كتاباته عن فلسطين. وأشار إلى أن النقد بالنسبة لسعيد لم يكن أبدا لمجرد النقد، ولكن أيضًا لفتح آفاق وإمكانيات جديدة. وخلص إلى أنه “من المهم معالجة أعمال سعيد نقديا، بدلاً من مجرد الإعجاب به أو رفضه”.
تحدثت الروائية الكويتية الدكتورة ليلى العمار، الأستاذ المساعد في رواية المرأة العربية ونظرية الصدمة الأدبية، في الجامعة الأمريكية بالكويت، عن أهمية سعيد وعمله على تطورها كأكاديمية وروائية عربية. على وجه الخصوص، وأوضحت دكتورة ليلى كيف غيّر كتاب سعيد الاستشراق تفكيرها ليس فقط حول الترابط بين التمثيل الأدبي والفني والحقيقة وتعقيدات الهوية الثقافية، ولكن أيضًا حول الأدب كحقيقة مفردة. وأكدت على ضرورة وجود تمثيلات متعددة للوصول إلى ما يشبه الحقيقة.
من جهته، تحدث الدكتور تيسير أبو عودة، الكاتب والمترجم الفلسطيني الأردني، وأستاذ مشارك في الأدب المقارن في الجامعة الأهلية في عمّان بالأردن، عن أهمية اللغة العربية في نظريات سعيد. وأشار إلى أن سعيد كان يرى أن اللغة العربية الفصحى والعربية الدارجة مترابطتان بشكل وثيق مع التقاليد العربية الغنية في التواصل الفعال والبلاغة. وأشار أبو عودة إلى أنه يعتقد أن اللغة العربية الفصحى كانت بالنسبة لسعيد قيّمة مثل الإنجليزية من حيث الثقافة والمعرفة. وقال سعيد إن اللغة العربية يمكن تحديثها من خلال الدراسات في اللغة والفلسفة والبلاغة. لقد شعر سعيد أن الأدب العربي، مثل الشعر والقصص، له صفات فريدة لا يمكن للترجمة أن تعبر عنها.
شارك في الندوة عمداء وأعضاء الكادر الأكاديمي وطلاب وضيوف من خارج الجامعة. وتميز النقاش بعد الندوة بالحيوية والعمق حول أعمال سعيد، مؤكداً على التأثير الدائم والتحدي الذي يشكله عمل سعيد.