أطلقت جامعة بيت لحم اسم عائلة “زيبيرسكي” على مكتبتها تعبيراً عن شكر الجامعة لابنتهم الدكتورة سوافا زيبيرسكي وزوجها غسان سلامة لتبرعهما السخي لتطوير مرافق الجامعة.
وجرت مراسم المباركة واطلاق الاسم في أجواء رسمية خلت من الاحتفالات، بسبب الظروف السياسية التي تمر بها البلاد في هذه الفترة.
وبدأ الحفل بالنشيد الوطني الفلسطيني، ثم دعا عريف الحفل الأب الدكتور اياد الطوال، النائب التنفيذي لرئيس الجامعة الحضور للوقوف دقيقة صمت حدادًا على أرواح شهداء فلسطين.
ورحب الأب الطوال بالحضور في جامعة بيت لحم مؤكدًا على أن جامعة بيت لحم تفتح أبوابها للتعاون بما يخدم مصلحة العملية التعليمية والطلبة وبالتالي المجتمع الفلسطيني.
ومن جهته عبر الأخ الدكتور بيتر براي نائب الرئيس الأعلى للجامعة عن سعادته بهذه المناسبة وشكر عائلة زيبيرسكي على مساهمتهم في تطوير مرافق الجامعة، وأكد على أن ترميم واعادة تأهيل مكتبة الجامعة هدف الى ايجاد مكتبة متطورة حديثة تقدم خدمة راقية للطلبة باستخدام تكنولوجيا حديثة لتجعل من المكتبة محورًا فكريا للجامعة ككل.
وبدورها أكدت الدكتورة سوافا زيبيرسكي سلامة، وهي زوجة رجل الأعمال الفلسطيني غسان سلامة، أنها سعيدة جدا وفخورة بإطلاق اسم عائلتها على مكتبة الجامعة، تخليدًا لذكرى واليها ” ستانيسلاف وهالينا زيبيرسكي” فهناك تشابه كبير في الرسالة التي حملها والداها في حياتهما.
وقالت زيبيرسكي أن والداها حملا رسالة مساعدة الأشخاص المحتاجين للعلم ابان الحرب العالمية الثانية والاحتلال الالماني لبولندا، تمامًا مثل جون بابتيست دي لسال، مؤسس مجموعة إخوة المدارس المسيحية، والتي تعتبر جامعة بيت لحم احداها. كانا يحاولان توفير التعليم في مناطق لا يتوفر بها تعليم مناسب، وكانا يؤسسان مكتبات في المناطق الريفية. ومن هنا أرى التشابه الكبير بين رسالة والدي ورسالة جامعة بيت لحم، في فلسطين فهي توفر التعليم العالي لأبناء الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال.
أما ممثل جمهورية بولندا لدى فلسطين، السفير بشمسواف شيش، فقد عبر في كلمته عن أهمية هذا الحدث والربط ما بين عائلة زيبيرسكي وفلسطين. فقد أكد ان هناك قواسم مشتركة تربط الشعب البولندي بالشعب الفلسطيني من حيث وقوعهم تحت الاحتلال غير الشرعي، فقد رزحت بولندا تحت الاحتلال الالماني والنمساوي وغيره وفلسطين ترزح تحت الاحتلال الاسرائيلي الذي يجب ان ينتهي.
وفي رسالة من مجلس الأمناء العالمي لجامعة بيت لحم تلاها الأخ بيلاينه مدهانت، نائب رئيس الجامعة للتطوير، قال رئيس المجلس البروفيسور بارت مجاتريك، ان هذا يوم مميز للاحتفال بإطلاق أناس كانوا أبطالًا من أجل الحرية والفكر ومدافعين عن حقوق الانسان على مكتبة جامعة بيت لحم. انه مدعاة للفخر ان تحمل مكتبة الجامعة اسم هذه العائلة كونها المكان الذي يتعلم فيه الاجيال عن الحرية وحقوق الانسان.
وقال السفير شيش “يملك ستانيسلاف وهايلنا زيبيرسكي تاريخاً رائعًا في المقاومة والانسانية، وقد ارتكزا في عملهما على الحفاظ على الأمل، وهذا يشبه الى حد كبير الأمل الذي يملكه الشعب الفلسطيني في مقاومته للاحتلال. ونحن كجمهورية بولندا نساعد الفلسطينيين ونعترف بدولة فلسطين.”
وبدورها شكرت مديرة المكتبة، اليزابيث دسوزا المتبرعين والحضور وعبرت عن سعادتها بالاهتمام الذي توليه الجامعة للمكتبة والتي توفر المعلومات اللازمة للطلبة لاكمال دراساتهم وأبحاثهم.
وتم خلال الحفل توقيع اتفاقية تعاون ما بين جامعة بيت لحم وجامعة كراكاو البابوية في بولندا. وبهذه المناسبة قال رئيس الجامعة الأب الدكتور روبرت تيراوا “بالنسبة لنا في كراكاو، فإن وجود الجامعة في بيت لحم أمر هام جدًا، فهي في مكان له أهمية كبرى في العالم كله لأن بيت لحم موجودة في قلوب الناس في العالم، والأمر الآخر ان هناك تاريخ متشابه للشعبين الفلسطيني والبولندي، والأمر الثالث أننا نتفق ان التعليم هو الطريق للجميع كما قال البابا يوحنا بولس الثاني.
ثم عزفت جوقة بسالموديا من جامعة يوحنا بولس الثاني البابوية في كراكاو مقطوعات موسيقية تلاها زيارة الى المكتبة.