استكملت جامعة بيت لحم لليوم الثاني على التوالي تخريج الفوج السادس والأربعين من حملة شهادات الماجستير والبكالوريوس والدبلوم المتوسط والدبلوم العالي. وتخرج في اليوم الثاني 347 من طلبة كلية التمريض والعلوم الصحية وكلية الآداب وكلية التربية، حيث بلغ مجموع الخريجين في اليومين 641 خريج وخريج في مختلف الكليات والدرجات.
وحضر الاحتفال نيافة القاصد الرسولي، المنسنيور أدولفو تيتو يللانا، الرئيس الأعلى لجامعة بيت لحم، ومعالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الدكتور محمود أبو مويس، وعدد كبير من رؤساء المؤسسات والفعاليات الرسمية والشعبية في المحافظة، بالإضافة الى أهالي الخريجين والهيئة التدريسية للجامعة.
وفي كلمته أهدى خطيب الحفل معالي الدكتور محمود أبو مويس وزير التعليم العالي والبحث العلمي هذا التخريج الى الشهداء والجرحى والأسرى فقال، “أنقل لكم مباركة وتحيّات قائد المسيرة وصاحب الحكمة والبصيرة سيادة الرئيس محمود عباس أبو مازن، وباسمه واسم الخريجين وذويهم والعلماء الباحثين في هذه الجامعة نهدي هذا التخريج لشهدائنا وأسرانا وجرحانا، ونعاهدهم أننا على العهد باقون وماضون، كما أنقل لكم تحيّات ومباركة دولة رئيس الوزراء د. محمد اشتية، ونبارك للخريجين وذويهم ولنا وللجامعة ولفلسطين هذا التخرّج المميز”.
وأشاد وزير التعليم العالي والبحث العلمي بتميّز وعراقة جامعة بيت لحم، ببرامجها الأكاديمية الرقمية والثنائية التي تلبي حاجة سوق العمل، وكذلك غزارة الإنتاج البحثي للجامعة، وتميّز كادرها الأكاديمي وخريجيها، مضيفاً أن جامعة بيت لحم خطت خطوات مميزة؛ بحيث ركّزت على الانتقال من التعليم إلى التعلّم والبحث العلمي التطبيقي الذي يخدم ويطور المجتمع.
وفي افتتاح الحفل قال الدكتور خليل عيسى، استاذ اللغة العربية في جامعة بين لحم، “تُخرِّج جامعة بيت لحم اليومَ فوجها السادسَ والأربعينَ ليصل عددُ خريجيها، منذ تأسيسها إلى ما يقاربُ العشرينَ ألفَ خريجٍ وخريجة؛ رافدةً المجتمعَ الفلسطينيَّ والعربيَّ والعالميَّ بالكفاءات التي أثبتت جدارَتَها في كل مكان حطّت فيه.”
وأضاف، “ما زالت جامعة بيت لحم، بمعيةِ إخوة دي لاسال، على عهدها ووعدها بإرساءِ قيمِ الاحترامِ والتحررِ، وتنميةِ روحِ العطاءِ والمحبَّةِ والمواطنةِ الصالحةِ إلى جانبِ التعليمِ المتميزِ والمعرفةِ المكينةِ، وما زالَ نبعُ جامعةِ بيت لحم فيَّاضًا غزيرًا لا يجفُّ ولا يخفُّ.”
وبعد عزف النشيد الوطني الفلسطيني ونشيد جامعة بيت لحم، ألقى الأخ الدكتور بيتر براي النائب التنفيذي لرئيس الجامعة كلمة افتتاحية، رحب خلالها بضيوف الجامعة وبالطلبة وأهالي الخريجين وهنأهم على تخرجهم خاصة انهم قضوا جزءً من سنوات دراستهم دون القدوم للجامعة بسبب جائحة كورونا.
وقال الاخ براي في كلمته “خلال السّنوات الأربع الماضية، نما أبناؤكم معرفيًّا وعلميًّا وعقليًّا وروحيًّا وأصبحوا أشخاصًا متميّزين على ما هم عليه اليوم. لقد بذلنا وسعنا من أجل أن يتمتع أبناؤكم برعاية جيّدة وقضاء وقتهم في حرم جامعيّ آمن.”
وأضاف “وما كان لكلّ هذا الإنجاز أن يتحقّق لولا اهتمامكم ورعايتكم بحكم أنّكم أولياء أمورهم. لذا، فإننّي أثمّن هذا الدّعم المتبادل وأشكركم لأنّكم ائتمنتمونا على رعاية أبنائكم. ويحقّ لكلينا أن نفرح ونفتخر بتخريج كلّ فوج جديد. ويسرّ جامعة بيت لحم اليوم أن تعيد أبناءكم إلى رعايتكم شابّات وشبابًا ناضجين وأذكياء ومؤهّلين من أجل خدمة بلدهم فلسطين.”
وثمن الأخ براي الجهد الذي بذله الطلبة والأساتذة في تخريج هذه الكوكبة من الخريجين، خاصة بعد الظروف الصعبة التي مر بها الطلبة في فترة الاغلاقات بسبب جائحة كورونا، حيث قضى الخريجون فترة ثلاث فصول في التعليم عن بعد بسبب الجائحة.
ونيابة عن الخريجين القت الطالبة المتفوقة دانا عصام عبيد الله، الأولى على كلية التمريض والعلوم الصحية والثانية على الفوج السادس والأربعين كلمة استعرضت فيها السنوات الأربع التي قضتها مع زملائها وزميلاتها في الجامعة، فقالت، ” منذ أن بدأت مسيرتنا التعليمية وقبل أربعة سنوات ونحن نترقب هذا اليوم، اليوم الذي سنصبح فيه ممرضين وممرضات ونلبس ثوب التخرج ونلوح بقبعاتنا مودعين على أمل العودة، ها قد جاء اليوم الموعود وها نحن نضمد الجراح ونمسح العبرات ونَرشُفُ الترياق، ها انا وزملائي نخطو عتبات الحياة العملية بثقة وفخار فكل الغرس فينا قد أثمر، إننا اليوم الرفاق في السهر لمرضانا، اليد الحانية وقشة الغريق، إننا اليوم خريجين أكُفاء فاسمحوا لنا أن نعلن مراسم الفرح وننثر البهجة في القلوب.”
وأضافت ” لقد حظيت بفرصة القبول في تخصص التمريض وفي جامعة بيت لحم, كلية التمريض والعلوم الصحية تلك الكلية التي تخرج ممرضين وممرضات بكفاءات علمية وعملية كفيلة بأن تقدم الرعاية الصحية الكاملة لكل فرد في المجتمع. لقد كانت أجمل الفرص لنداوي الجروح، نخفف الأوجاع، ونرسم الابتسامة على وجوه من يستحقونها، فنحن الأهل من بعد الأهل، كتف الأمان، ترياق الشفاء ووقود الحياة رغم سهرنا وتعبنا وهمومنا فكأننا أحيينا الناس جميعا، فهنيئا لمن تقلد هذا الوسام.”
ثم تقدمت عميدة كلية الآداب، الاستاذة هنادي يونان، وعميدة كلية التمريض والعلوم الصحية، الأستاذة مريم عوض، وعميد كلية التربية الأخ الدكتور اليخاندرو سيرنا بالمناداة على الخريجين، بدءً بحملة ماجستير الخدمة الاجتماعية الذين أدوا قسم مهنة الخدمة الاجتماعية، وطلاب التمريض والقبالة الذين أدوا قسم التمريض.
وقام القاصد الرسولي، المنسنيور أدولفو تيتو يللانا، الرئيس الأعلى لجامعة بيت لحم، والأخ الدكتور بيتر براي، نائب الرئيس الأعلى للجامعة والدكتورة أيرين هزو، نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية بتسليم الشهادات للخريجين. واختتم حفل التخريج بخروج موكب الهيئة التدريسية والخريجين.