خلال العقدين الأخيرين، شهدت الرواية العربية نقلات واسعة، سواء على مستوى الكم، أو على مستوى الجودة الإبداعية، التي جذبت القراء إلى محتوى تلك الكتابات الجديدة، لتصبح الكتابة الروائية هي الأكثر حضورا على الساحة الإبداعية العربية، بعد أن تراجع الاحتفاء بالشعر والقصة القصيرة.
ولعل ما ساهم في رواج الرواية هو ظهور عدد من الجوائز المهمة التي كافأت الإبداع المتميز، وحفزت التنافس لخدمة الحالة الإبداعية بمجملها، وأفرزت العديد من الأسماء المهمة التي غدت نجوما في عالم الرواية.
لكن، وفي الجانب الآخر من المشهد، يقول نقاد ومتابعون، إن الجوائز العربية، وعلى أهميتها، أسهمت في شيوع الركاكة والاستسهال الذي قاد إلى كتابات ضعيفة تتماشى مع سياسات بعض تلك الجوائز، والمشكلة الأكبر أن بعض تلك الأعمال حققت الفوز، سواء لتماشيها مع السياسات العامة للجائزة، أو لوجود لجان تحكيم ضعيفة لم تستطع النظر موضوعيا في الأعمال المقدم، أو عن طريق المجاملات والاتفاقات الجانبية، وهي المسألة التي أثيرت إعلاميا لأكثر من مرة.
في الأردن، لم يكن الحال مختلفا عما هو موجود عربيا، فقد ظهرت أسماء عديدة خاضت في مجال الكتابة الروائية. وفي الوقت الذي كانت فترة التسعينيات الأردنية تتسم بطفرة كبيرة في مجال كتاب الشعر والقصة الذين تميز كثير منهم على المستوى العربي، جاءت الألفية الجديدة لتعلن عن عصر الرواية التي سيطرت على المشهد برمته، فظهر روائيون أردنيون نافسوا على الجوائز العربية، وبعضهم نال تلك الجوائز مسجلا اسمه إلى جانب نخبة من المبدعين في العالم العربي.
المشهد في الأردن، إذن، يشهد زخما كبيرا، مع العديد من الاسماء التي أصبحت معروفة تماما على مستوى النخب في العالم العربي. لكن، كيف نقرأ نحن، في الأردن، هذا المشهد، وهل يؤسس لاستمرارية صحية، وتراكمية يمكن أن تؤدي إلى حركة مستمرة، أو ما يشبه الحالة الخاصة بنا؟
أصدقاء منتدى مؤسسة عبد الحميد شومان، ذراع البنك العربي للمسؤولية الثقافية والاجتماعية، كونوا معنا في السادسة والنصف من مساء يوم الإثنين 25 تموز (يوليو) 2022، في محاضرة بعنوان “المشهد الروائي في الأردن”، تقدمها أستاذة الأدب والنقد الحديث في جامعة البترا د. رزان إبراهيم، وتقدمها للحضور وتدير الحوار مع الجمهور أستاذة اللغة العربية وآدابها في جامعة البترا د. أماني سليمان.