تحت رعاية دولة رئيس الوزراء، د. محمد اشتيه
في احتفال رسمي مهيب، دشنت جامعة بيت لحم الاثنين 6 أيلول 2021 مبنى الكاردينال جون باتريك فولي الجديد المخصص بشكل أساسي لكلية طارق أحمد الجفالي للتمريض والعلوم الصحية.
وحضر الحفل وزير التعليم العالي والبحث العلمي د. محمود أبو مويس ممثلاُ عن دولة رئيس الوزراء الدكتور محمد اشتية، والدكتور عبدالله القواسمي، ممثلاً عن وزيرة الصحة الدكتورة مي الكيلة، ومحافظ محافظة بيت لحم اللواء كامل حميد بالإضافة الى عدد من أعضاء مجلس الأمناء وعدد من أصدقاء وداعمين جامعة بيت لحم وممثلين عن الهيئتين الادارية والتدريسية.
وافتتح الحفل الذي تولى عرافته الأب إياد الطوال، النائب التنفيذي لرئيس الجامعة بالنشيد الوطني الفلسطيني. وقال الأب الطوال في افتتاحيته، “يسعدني ويشرفني أن أخاطبكم هذا المساء بالنيابة عن أسرة جامعة بيت لحم، في حفلنا هذا، بمناسبة تدشين وافتتاح مبنى الكاردينال جون باتريك فولي، كلية طارق أحمد الجفالي للتمريض والعلوم الصحية. يأتي هذا الحدث الرائع استمراراً لمسيرةٍ عريقةٍ بدأتها الجامعة في خدمتها التعليمية منذ 1973 وتحقيقاً لهدفها في التطوير المتميز في جودة التعليم.
وسط الصعوبات والتحديات ها نحن نقف معاً ونفتخر بما أنجزنا، أقوياء بإيماننا بالله ورسالتنا، مثابرين في حبنا لهذا الوطن المقدس، فلسطين، وثابتين وصامدين بإرادة شعبنا.
ومن جهته عبر الأخ الدكتور بيتر براي نائب الرئيس الأعلى للجامعة عن شكره وامتنانه لجميع من ساهموا في تمويل هذا البناء وقال، “إننّي مُمتنّ كثيرًا للعديد من الأشخاص الذين لعبوا دورًا متكاملًا في تطوير جامعة بيت لحم، ويحظى هذا الدعم بالتقدير الكبير من قبل الشعب الفلسطينيّ. لقد ساعدنا التمويل الذي تلقّيناه في تطوير مرافق الجامعة وبرامجها، ليس فقط لخدمة طلبتنا بل المجتمع الفلسطينيّ الأكبر أيضًا. بصفتنا مؤسّسة لساليّة متفانية في تخريج الطلبة الذين “يأتون للتعلّم ويمضون للخدمة”، فإننّا نصبو إلى تثقيف جيل المستقبل المتفاني في خدمة الآخرين. نحن ممتنّون كثيرًا للدّعم الذي نتلقّاه للقيام بذلك، ونفخر بالطلبة الذين يخرجون من هنا ويمضون إلى خدمة الآخرين”
وأضاف الأخ براي “أنا على قناعة أنّ هذا المبنى سيوفّر فرصة هائلة لطلبتنا للحصول على أفضل خبرة تدريبية ستُقدّم لهم، بالإضافة إلى تعاملهم مع العيادات ومختبرات المحاكاة المتوفّرة في هذا المبنى الجديد. في سعينا المستمرّ للبحث عن الطرق الفضلى وتقديمها لطلبتنا، فإننّي أُشجّع أعضاء الهيئة التدريسيّة مواصلة تفانيهم في عملهم والإفادة القصوى من هذا المبنى ذي الطراز الحديث لإيجاد تلك الطرق الفضلى.”
وبدوره، نقل وزير التعليم العالي والبحث العلمي د. محمود أبو مويس تحيّات الرئيس محمود عباس، ودولة رئيس الوزراء د. محمد اشتية ومباركتهما تدشين مبنى الكاردينال جون باتريك فولي – كلية طارق أحمد الجفالي للتمريض والعلوم الصحية في “جامعة بيت لحم العريقة التي لطالما أثبتت تميزها وتألقها على صعيد التعليم العالي، من حيث نوعية برامجها التعليمية، وبيئتها الجامعية المُحفّزة على الإبداع والتميّز”.
وأكد أبو مويس حرص وزارة التعليم العالي على مواءمة مخرجات قطاع التعليم العالي مع احتياجات سوق العمل، بهدف تحسين واقع التشغيل في فلسطين والقضاء على ظاهرة البطالة، مشدّداً على أهمية تعزيز توجّه الطلبة نحو التخصصات التقنية والمهنية لما لهذا النمط التعليمي من أهمية في تعزيز فرص العمل للخريجين والقضاء على البطالة، ولذلك أنشأنا الهيئة الوطنية للتعليم المهني والتقني، وجامعة نابلس للتعليم المهني والتقني”.
كما أشاد أبو مويس بجامعة بيت لحم باعتبارها صَرْحاً علمياً شامخاً، وواحدة من أكبر وأعرق الجامعات الفلسطينية، وتحظى الجامعة بمكانة رفيعة بين الجامعات المحلية والإقليمية، “فالجامعة خَطَت خطْوات كبيرة ومتقدمة مع أعضاء هيئة التدريس والعاملين والطلبة نحو تحقيق غاياتها وأهدافها المنشودة، وسعياً نحو احتلال مكانة متميزة ومرموقة بين الجامعات المحلية والإقليمية، فالجامعة تسعى دائماً لتزويد طلبتها بالعلم والمعرفة والخبرة وتعزيز ثقافة البحث وتشجيع الابتكار والتميز العلمي”.
وتابع أبو مويس: “استطاعت الجامعة أن تجعل من كلية التمريض والمهن الصحية علامة فارقة تميّزها، وذلك بجودة مخرجاتها وشروط مدخلاتها، ورفدت المجتمع الفلسطيني بالممرضين المهرة المتسلحين بالمعرفة والكفايات اللازمة لأداء واجبهم الإنساني والطبي على أكمل وجه”.
وأضاف وزير التعليم العالي على أنه “لكي تتمكن جميع البلدان من تحقيق الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة المتعلق بالصحة والرفاهية، تُقدّر منظمة الصحة العالمية أن العالم سيكون بحاجة إلى تسعة ملايين أخرى من العاملين في مجالي التمريض والقبالة بحلول عام 2030”.
وبدورها تحدثت السيدة كلوديت حبش، ممثلة عن الداعمين الرئيسيين للمبنى، فرسان القبر المقدس – القدس ممثلية وسط الأطلسي، فقالت، اننا بتسمية هذا المبنى اليوم باسم الكاردينال جون باتريك فولي فإننا نكرمه لإخلاصه ومحبته للكنيسة ومحبته للأرض المقدسة.
وقد تبرع فرسان القبر المقدس بمبلغ مليون ونصف المليون دولار بحسب وصية الليدي روز بينتي لي، الالمانية الأصل، والتي كان لها شغف في تصميم الملابس الذي تحول لاحقا الى شركة ناجحة وكبيرة في أمريكا. وكانت دائماً تدعم مشاريع تعليمية وصحية. ومن هنا جاءت وصيتها بترك هذا المبلغ للمساهمة في بناء هذا المبنى.
وتحدث عبد القادر الحسيني، نجل المرحوم فيصل الحسيني ممثلاً عن قريبته سعاد الحسيني الجفالي والتي تعتبر من الداعمين الأساسيين لهذا المبنى، فقال، “أود ان انقل لكم ما عبرت لي العمة سعاد عنه من مشاعر حبها للوطن وأهله وتمنت لو كان بإمكانها ان تشاركنا بنفسها هذه المراسم اليوم.”
وأضاف الحسيني” خصوصا واننا نفتتح مبنى لكلية عزيزة على قلبها فمن يعرف السيدة سعاد يقدر مدى شغفها للعلم واهتمامها بالصحة والتمريض وهو قطاع اساسي يعاني من النقص في الكوادر والضعف في البنى التحتية في مختلف انحاء وطننا العربي. “
واختتم الحسيني، عضو مجلس أمناء جامعة بيت لحم سابقاً “أن هذا الصرح الذي يحمل اسم نجلها المرحوم الشيخ طارق الجفالي الذي امضى سنوات عديده من شبابه في مساعدة الشباب للتخلص من مشكلة تعاطي والادمان على المخدرات والاستخدام الخاطئ للأدوية والعلاجات وفي مساعدتهم لاستعادة صحتهم وبالتالي حياتهم.”
أما عميدة كلية طارق أحمد الجفالي للتمريض والعلوم الصحية فقد عبرت عن شكرها لإدارة الجامعة التي خصصت هذا المبنى لكلية التمريض الأمر الذي يعكس حرص الجامعة على تطوير كلياتها ودعمها لتستطيع ان تستمر في تقديم ما هو أفضل لطلبتها وللمجتمع.
وقالت عوض، ” في عام 1976 تأسست كلية التمريض وهي اول كلية تمنح درجة البكالوريوس في العلوم التمريضية ومنذ ذلك الحين ولغاية الان نعمل جاهدين لتخريج افواجا كفؤة مؤهلة قادرة على تحمل المسؤولية وصنع القرار لتقديم خدمة مميزة للمجتمع الفلسطيني وعلى مدى هذه الاعوام ارتقت الكلية وحظيت بثقة القطاع الصحي في فلسطين مما زاد مسؤوليتنا العملية في اختيار الطلبة المؤهلين لدراسة التمريض وايضا البرامج التي تدرس حيث يتم تطوير برامجنا بناء على ابحاث ومنهجية علمية لتواكب المعايير العالمية اخذين بعين الاعتبار احتياجات المجتمع المحلي فمثلا تم افتتاح برنامج ماجستير الاورام والعناية التلطيفية لان مرض السرطان هو المسبب الثاني للموت في فلسطين وايضا تم انشاء مركز المحاكاة بتكلفة عالية جدا لتدريب كوادر من داخل الجامعة وممن يعملون في المشافي الخاصة والحكومية على التدخل السريع والصحيح لانعاش القلب لان امراض القلب هي المسبب الاول للموت في فلسطين وقد حصلنا على اعتماد جمعية انعاش القلب الامريكية لهذا المركز.
وأضافت أن هذا المبنى وهو مبنى “صديق للطالب” حيث يوفر مساحات كبيرة خارج الصفوف لجلوس الطلبة للمطالعة والاستمتاع بحياتهم الجامعية وممارسة نشاطاتهم وشكرت بشكل خاص، نائب الرئيس الأعلى للجامعة الأخ بيتر براي حيث أنها كانت فكرته
ويضم المبنى عيادات تابعة للبرامج التي تدرس بالكلية مثل العلاج الوظيفي والطبيعي والقبالة القانونية وايضا برنامج التمريض فرع القبيبة الذي تديره اخوات المخلص حيث ومن خلال هذه العيادات سوف نجسر الفجوة بين ما يتعلمه الطالب نظريا وما يطبقه على ارض الواقع وايضا لدمج المجتمع المحلي وتوسيع الخدمة المقدمة له مساهمة منا في رفع الوعي الصحي بالتركيز على بعض الفئات مثل ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن والمرأة خلال الحمل وما قبل الولادة وبعدها وايضا الارشاد الاجتماعي والنفسي.
وفي الختام، قام القاصد الرسولي، الرئيس الأعلى لجامعة بيت لحم بتلاوة صلاة مباركة للمبنى وللكلية ثم شاركه الوزير أبو مويس ومحافظ بيت لحم اللواء كامل حميد ونائب الرئيس الأعلى بقص الشريط وازاحة الستار عن اللوح التذكاري للمبنى والداعمين. ثم قام الحضور بجولة في طوابق المبنى صعوداً الى السطح حيث كان هناك استقبال للحضور وموسيقى عزفها طلبة من الجامعة.