ضمن خطة معهد فلسطين للتنوع الحيوي والاستدامة الهادفة للتخفيف من حدة الاثار المترتبة على جائحة كورونا، فقد قرر المعهد بدء العام 2021 بسلسلة تعليمية للأطفال بعنوان “عام جديد، متعة جديدة” بهدف تخفيف ضغوط الجائحة على الأطفال وربطهم بالطبيعة المحيطة بهم.
كانت الفعالية الأولى يوم 15 يناير والتي كانت بعنوان “Find it, Stick it” حيث تم تكليف الأطفال بمهمة البحث عن أنواع مختلفة من النباتات والزهور في حديقة متحف فلسطين للتاريخ الطبيعي. على سبيل المثال، إحدى النباتات في الحديقة هي الميرمية، يقوم الأطفال بشمها والشعور بملمسها للتأكد من أن الورقة التي عثروا عليها كانت لنبات الميرمية. ثم كنوع من الترفيه، قام الأطفال بالبحث عن بعض الوجبات الخفيفة العضوية اللذيذة مثل قرون البازلاء الجميلة والجزر الملون ونبات الحميض.
عززت الفعاليات الأسبوعية جوانب تربوية وتعليمية مختلفة لدى الأطفال. وخلال هذه الفعاليات تعلم الأطفال كيفية التعرف على عينات مختلفة من النباتات والحيوانات، بالاضافة الى الاستماع الى بعض النصائح حول الزراعة، وعلم الحشرات، وكيفية الحفاظ على عينات المتحف. كما تعلم الأطفال المشاركين كيفية صنع عجينة اللعب باستخدام الأصباغ والروائح الطبيعية، وتعرفوا على طيور فلسطين المختلفة، وصنعوا مغذيات للطيور من مواد مُعاد تدويرها، وتعلموا كذلك استخدام المجاهر والعدسات المكبرة لمشاهدة العينات الصغيرة. تضمنت أحدث الأنشطة زيارة المناطق الطبيعية المحلية مثل دير كريمزان. كما شملت الفعاليات جولة في معرض الأرض والإنسان في المتحف للتعلم حول بعض الأدوات الزراعية القديمة التي كان يستخدمها أسلافنا.
وقد ألغيت بعض الفعاليات بسبب الوضع الصحي حيث تم عقد بعضها عن بُعد خلال صفحة المتحف الالكترونية. في المجمل تم تنظيم إحدى عشرة فعالية تعليمية منذ بداية العام شارك فيها 191 مشاركاً (تتراوح أعمارهم بين 2.5 و 15 عامًا، مع التركيز بشكل أساسي على الفئة العمرية 6-12 عامًا)، كان من بينهم 99 شخص يشاركون للمرة الأولى في الفعاليات.
نتطلع لإقامة المزيد من الفعاليات التعليمية الممتعة والوصول إلى شريحة أكبر من الأطفال الفلسطينيين. ان فلسطين غنية بالتنوع الحيوي، وفيها الكثير من النباتات والحيوانات التي تستحق الدراسة والحماية، ونتطلع إلى أن نكون قادرين على القيام بذلك مع الجيل الجديد من الشباب الطموح.
ولم تكن لهذه الفعاليات ان تكون لولا التبرع السخي الذي قدمته السيدة إيلينا بروبست، وأولياء أمور الأطفال المشاركين في الفعاليات، والمساعدة المتفانية للمتطوعين بالإضافة إلى فريق العمل في معهد فلسطين للتنوع الحيوي والاستدامة.