عقد مكتب عمادة البحث العلمي، بالتنسيق مع مجلس البحث العلمي، الندوة الأولى من لقاءات مجموعة جامعة بيت لحم البحثية بعنوان” مقترحات الأبحاث: من الفكرة الى المقال— قصص نجاح”، وذلك يوم الخميس 12 أيلول 2019. واستضافت الندوة كل من د. سعيد عياد، رئيس دائرة اللغة العربية والاعلام، ود. ميشيل حنانيا، عميد كلية العلوم ورئيس دائرة الكيمياء، ود. فردوس العيسة، رئيس دائرة العلوم الاجتماعية بحضور أعضاء الهيئة التدريسية وطلاب من مختلف الكليات.
تحدث الضيوف عن تجارب أبحاثهم في منحة البحث الداخلية، بشكل خاص، وفي مشاريع ومنح أخرى، بشكل عام. وركز د. سعيد عياد في مداخلته على التحديات المنهجية والمعرفية التي تواجه الباحث في تطوير مشروع البحث وأهمية التعامل مع تقارير المحكمين بروح الزمالة والتعاون. وأشار د. عياد الى الجهد المكثف والمدة الزمنية الطويلة التي قام بتطوير بحثه بها — من طرح فكرة البحث في مقترح البحث وتطويرها بشكل علمي بناء” على ملاحظات اللجان والمحكمين حتى تم اعداد البحث وتقديمه للنشر في مجلة جامعة بيت لحم حسب شروط نشر المجلة، وحثّ على ضرورة العمل الجماعي في البحث لما له من أهمية في تطوير مشاريع ذات جودة عالية تساهم في خلق معرفة جديدة تعكس تجربة النضال الفلسطينية.
وبدوره قدم د. ميشيل حنانيا نبذة تاريخية عن الاهتمام بالبحث العلمي في الجامعة خلال مسيرته العلمية والتعليمية، مشيرا الى أنه لم يكن هنالك اهتمام كافٍ بالأبحاث وأهميتها في العملية التعليمية وأشاد بالتطور النوعي الذي حظي به البحث العلمي في السنوات الأخيرة، مما دفعه وحفزه من خلال منحة البحث الداخلية أولا الى تكريس وقته للأبحاث بالرغم من التحديات العديدة التي واجهها كباحث وخاصة عدم توفر الأجهزة التي يحتاجها لتطوير أبحاثه، وذكر د. حنانيا أنه بالتعاون مع باحثين من الجامعة ومن جامعات فلسطينية أخرى استطاع ليس فقط أن ينشر مقالات علمية في مجلات علمية عالمية محكمة بل وأن ينافس على منح محلية وقطرية. وذكر د. حنانيا أنه من خلال إنشاء حساب على موقع جوجل سكولار قامت مجلات علمية رائدة بالتواصل معه ليحكم مقالات قدمت لهم للنشر، وأنهى د. حنانيا مداخلته بتشجيع الباحثين على البدء بالأبحاث بالرغم من كل الصعوبات والتحديات.
طرحت د. فردوس عبد ربه العيسة في مداخلتها اشكاليات وتحديات عديدة يواجهها الباحثون الفلسطينيون وخاصة بما يتعلق بالبيئة السياسية في العالم الأكاديمي وعالم النشر، بما له من أثر كبير على طبيعة الانتاج البحثي الفلسطيني وتناسقه مع النضال الفلسطيني في مرحلته الحالية. وأشارت د. العيسة أنه في العمل البحثي المنفرد وفي مشاريع بحثية مشتركة مع باحثين عالميين هناك ضرورة ملحة لدراسة معمقة لمعنى وأبعاد كل كلمة تستخدم في البحث بحيث لا تتناقض مع المشروع الوطني الفلسطيني، وعلى الباحثين في النهاية أن يتخذوا قرارات حاسمة بشأن نشر الأبحاث في مواقع معينة تطلب منهم التنازل عن مبادئهم. وحثت د. العيسة الباحثين على العمل المشترك داخل الدوائر أو فيما بينها والعمل المشترك مع باحثين محليين وعالميين وأشارت الى أن توفر مصادر التمويل هو عامل مساعد في البحث في المواضيع الانسانية والاجتماعية والتربوية ولكنه ليس شرطا للانخراط في الأبحاث وتطويرها.
ومن جهتها أكدت د. منى مطر، نائب الرئيس المساعد للشؤون الأكاديمية، خلال النقاش على أهمية عقد مثل هذه الندوات لما لها من عمق وتأثير ايجابي على الباحثين، وسيقوم مكتب عمادة البحث العلمي بتنسيق ندوات أخرى خلال السنة الأكاديمية الجديدة تعالج زوايا مختلفة من تطوير الأبحاث، وخاصة الأبحاث المشتركة بين باحثين من مجالات تخصص مختلفة وأبحاث مشتركة بين باحثين وطلاب.