عقدت دائرة العلوم الاجتماعية في جامعة بيت لحم اليوم الثلاثاء 2 نيسان 2019 مؤتمرها السنوي السابع والذي حمل هذا العام عنوان ” التنمية في فلسطين: توجهات وبدائل” وذلك في قاعة الفورنو في الجامعة بدعم وتمويل من قبل مؤسسة النداء الفلسطيني الموحد.
ويهدف المؤتمر هذا العام الى خلق حالة فكرية في تناول ونقد المفاهيم التنموية وتسليط الضوء على تجارب تنموية ناجحة كبديل في السياق الاستعماري بالإضافة الى تفعيل دور المؤسسات الاكاديمية والبحثية في تقديم تصورات تنموية اساسها التخلص من الهيمنة الليبرالية والاستعمار.
وافتتح المؤتمر الذي ادى عرافته الدكتور بلال سلامة بالنشيد الوطني الفلسطيني، تلاه الدكتور ميشيل صنصور النائب التنفيذي لرئيس الجامعة الذي رحب بالمتحدثين والباحثين والحضور، اساتذة وطلبة ومشاركين، واكد على أهمية تناول موضوع التنمية في فلسطين ودراسة التوجهات والبدائل المتوفرة. وشكر الدكتور صنصور مؤسسة النداء الفلسطيني الموحد على دعمها المتواصل لجامعة بيت لحم من خلال المنح الدراسية ودعم بعض الأنشطة والفعاليات والتي من أحدها هذا المؤتمر هذا العام.
وتحدثت الدكتورة فردوس عبد ربه العيسى، رئيسة دائرة العلوم الاجتماعية في الجلسة الافتتاحية عن الاشكالية التي تتمثل في الرؤية والتوجهات التي تعزز التبعية وتشكل برنامج عمل يسعى الى تدني نوعية حياة الشرائح المسحوقة اصلا من الفلاحين والنساء والفقراء والمهمشين.
واشارت د. العيسى الى ان بعض الدول التي اتبعت برامج اصلاحية مموله من البنك الدولي ولم تكن هذه البرامج تعبر عن الاحتياجات الحقيقية لتلك البلدان مما ادى لفشل تلك البرامج مما يشير الى اهمية مناقشة هذا الموضوع في الواقع الفلسطيني الذي يأتي في نفس السياق.
وقالت أن محاور هذا المؤتمر تشمل مناقشة نقدية للتعريفات والتوجهات التنموية في السياق الفلسطيني وتقييمها، بالإضافة الى مراجعة نماذج ناجحة لتدخلات تنموية مختلفة في المجتمع الفلسطيني والتي عملت على زيادة الصلابة والصمود على عدة مستويات، كما يناقش دور الجامعات ومراكز الابحاث في تعزيز وبلورة توجهات تنموية منعتقة من الخطاب التنموي الليبرالي المهيمن.
ومن جهته قدم الباحث والناقد الفلسطيني عادل سمارة مداخلة حملت عنوان “استلاب التموّل واغتراب التنمية” والتي تحدث فيها عن وهم الحديث عن تنمية حقيقية في ظل الاحتلال، حيث ان معظم المشاريع التنموية لم ترقى لأن تكون تنموية لعدة اسباب اهمها ارتباط الاقتصاد الفلسطيني بالاقتصاد الاسرائيلي بطريقة تبعية، مما يعطي اسرائيل اليد العليا في المبادرات الاقتصادية ويجعل معظم المشاريع استهلاكية بدل من أن تكون تنموية. ثم تلته الدكتورة سماح جبر بمداخلة حول “الأبعاد الفردية والجمعية للمرونة النفسية في المجتمع الفلسطيني” . وقد ادار الجلسة الافتتاحية كل من الاستاذ وليد عطا الله رئيس دائرة العلوم الانسانية في الجامعة و الدكتور خضر مصلح المحاضر في علم النفس في الجامعة.
وقد تناولت الجلسة الاولى، التي تولى ادارتها الاستاذ وسام الرفيدي، موضوع التنمية في تعزيز الصمود المجتمعي حيث كان هناك ثلاث مداخلات حول “السيادة على الغذاء” قدمها الاستاذ عبد الرازق فراج فيما قدم السيد محمود كحيل مداخلة عن قصة مزرعة الفطر الأولى في فلسطين والتي حملت اسم “أمورو” فيما تناولت المداخلة الثالثة موضوع “أثر الزراعة التصديرية في الأغوار الفلسطينية على النساء العاملات” قدمتها الأستاذة ايمان عساف.
أما الجلسة الثانية فقد تناولت موضوعة العمل المجتمعي والعمل التطوعي حيث قدمت السيدة سامية الأعرج، مديرة جمعية التنمية الريفية في قرية الولجة مداخلة حول الأعمال التطوعية التي قامت بها نساء قرية الولجة والتي حملت عنوان “نساء الولجة يضعن قريتهن على خارطة المقاومة الابداعية من خلال اعادة التدوير”. بينما قدمت الاستاذة مينيرفا جرايسة المحاضرة في جامعة بيت لحم مداخلة حول “العمل المجتمعي والتطوعي لطلبة جامعة بيت لحم (مساق التدرج نموذجا)” فيما عرضت الدكتورة حنين مجادلة والتي هي الأخرى محاضرة في جامعة بيت لحم، مداخلة حول “العمل التطوعي الفلسطيني في سياق استعماري”. وقد ادار الجلسة الثانية الدكتورة عبير مصلح. وفي الختام قدمت الدكتورة ناهدة العرجا المحاضرة في الجامعة، ملاحظات ختامية عامة حول المؤتمر.
المزيد من الصور