نظمت كلية التمريض والعلوم الصحية في جامعة بيت لحم المؤتمر العالمي الأول لتمريض الاورام والعناية التلطيفية وذلك يوم الثلاثاء، الرابع من كانون الاول 2018.
وقد حضر المؤتمر عدد كبير من العاملين في القطاع الصحي بالإضافة الى الأخ الدكتور بيتر براي، نائب الرئيس الأعلى للجامعة، ومريم عوض عميدة كلية التمريض والدكتور اسعد رملاوي وكيل وزارة الصحة وممثلين عن جمعية العون الطبي للفلسطينيين وهي الراعي الرئيسي للمؤتمر بالإضافة الى خبراء وباحثين محليين وعالميين في مجال السرطان والأورم والعناية التلطيفية.
ويهدف المؤتمر الى تسليط الاضواء على ابحاث في مجال السرطان والعناية التلطيفية وايضا التواصل وتبادل الخبرات حيث تم تقديم اربعة اوراق بحثية من المملكة المتحدة من مختلف المؤسسات التي تعتني بمرضى السرطان وايضا الجامعات التي تدرس هذا التخصص. كما كان هناك مشاركة بورقة بحثية للأستاذ مصطفى بدر، من مركز الحسين للسرطان في الاردن، ومن الجامعة الاسلامية/غزة، وايضا سيكون هناك مشاركة لباحثين فلسطينيين من الداخل بالإضافة الى جامعات ومؤسسات محلية مثل الجامعة الامريكية في جنين، مستشفى الاوغستا فكتوريا في القدس وايضا بحث من منظمة الصحة العالمية (W.H.O).
وبعد النشيد الوطني الفلسطيني، افتتح عريف الحفل الدكتور جميل خضر عميد البحث العلمي في الجامعة المؤتمر بكلمة ترحيبية وعرج على الأهداف العامة للمؤتمر وعلى أهمية الابحاث العلمية التي تساهم في تحسين الخدمات المقدمة للمرضى.
وقالت مريم عوض في كلمتها الافتتاحية ان حالات الاصابة بالسرطان في فلسطين تصل الى 83.9 لكل مئة الف شخص بحسب احصائيات وزارة الصحة الفلسطينية، مما يشكل تحدياً كبيراً لمزودي الخدمات الطبية في القطاعين العام والخاص، واضافت ان نسبة الوفيات من جراء الاصابة بالسرطان في فلسطين بلغت 27.8 لكل مئة الف مما يجعلها المسبب الثاني للوفاة بعد أمراض القلب في فلسطين.
وقالت عوض ان هناك نقصا حاداً في الممرضين المؤهلين لتقديم خدمات طبية بجودة عالية لمرضى السرطان مما يزيد من معاناتهم ومعاناة عائلاتهم حيث ان الممرض يكتسب الخبرة من التعامل مع المرضى بشكل مكثف.
وشكرت عوض جميع من ساهم في تمويل وتنظيم المؤتمر وبشكل خاص جمعية العون الطبي للفلسطينيين واللجنتين التنظيمية والعلمية للمؤتمر.
ومن ناحيته، اكد الأخ بيتر براي ان جامعة بيت لحم تسعى من خلال هذا المؤتمر ومن خلال برنامج دبلوم تمريض الأورام والعناية التلطيفية الذي تطرحه الجامعة منذ عامين وخرجت الفوج الأول منه هذا العام، الى تقديم خدمات أفضل للمجتمع الفلسطيني، وهو في صلب رسالة جامعة بيت لحم. وقال براي ان المتحدثون في المؤتمر اليوم متنوعون وذوي خبرات رائعة في هذا المجال وأضاف اننا نتطلع الى الاستماع اليهم والاستفادة من خبراتهم وتجاربهم وابحاثهم.
ومن جهته، نقل الدكتور اسعد رملاوي وكيل وزارة الصحة الفلسطينية تحيات وزير الصحة الفلسطيني الدكتور جواد عواد، وقدم عرضاً مفصلا لاستراتيجية الوزارة بخصوص العناية التلطيفية. وقال رملاوي، ان العالم يصر نحو 80 بالمائة من القطاع الصحي في العالم يصرف على أمراض السرطان، بحسب منظمة الصحة العالمية.
وأضاف رملاوي ان السلطة الوطنية الفلسطينية تصر نحو 100 مليون دولار سنوياً من ذلك كان من أهم الاسباب وراء قرار الرئيس محمود عباس بإنشاء مركز خالد الحسن للسرطان.
وبدورها تحدثت لينا قطب، مديرة البرامج في جمعية العون الطبي للفلسطينيين، ممثلة عن مديرة الجمعية أمي شعلان، فقالت، “ان الجمعية ساهمت في دعم برنامج دبلوم تمريض الأورام والعناية التلطيفية في جامعة بيت لحم، من أجل بناء قاعدة قوية للمرضين وبشكل خاص الذين يعملون في مجال تمريض الاورام. والان فقد تخرج عدد من الممرضين المؤهلين للتعامل مع حالات السرطان، وهم الان يعملون في مجال عملهم ويقدمون خدمة للمرضى كانت مفقودة من قبل. اننا مسرورون جداً لهذا البرنامج، فنحن على ثقة تامة انه من خلال العمل المتواصل التي تقوم به الكلية وبالأخص عميدة الكلية مريم عوض والطاقم العامل معها، فان البرنامج سوف يجني ثماره وسيقدم الخدمة المنشودة للمجتمع الفلسطيني.
اما المتحدثة الرئيسية في المؤتمر البروفيسورة جوليا داونينغ فقد شاركت الحضور بخبرتها التي بلغت 25 عاما في العناية التلطيفية حيث عملت في العديد من دول العالم. وقد تمحور حديثها حول أهمية العناية التلطيفية بينما تحدث جيري اوهير من سكوتلاندا الخبير في مجال تدريس تمريض العناية التلطيفية عن العمل المشترك بين الدول في تعليم الممرضين وتدريبهم للعمل في هذا المجال.
كما تحدث الدكتور محمد خليف عن جدوى العناية التلطيفية للمجتمع الفلسطيني. فقد اشار الى أن استخدام العناية التلطيفية يقلل من مصاريف العلاج ويجعل المرور في تجربة العلاج اسهل نسبيا للمريض وعائلته. وقد طرح خليف، وهو خريج جامعة بيت لحم ويعمل الان في منظمة الصحة الدولية.
كما اشتمل المؤتمر على اوراق بحث عديدة في مجال العناية التلطيفية وغيرها في مجال دور الوراثة في الاصابة بسرطان الثدي، حيث تحدثت في هذا الموضع الدكتورة سهير لولص – حمامة عن البحث الذي اعتدته في مختبر الوراثة في جامعة بيت لحم والذي يشرف عليه الدكتور معين كنعان استاذ علم الوراثة فيا لجامعة.
وقدم الدكتور ماثيو فاولر من جامعة بيرمنغهام في بريطانيا ورقة بحثية حول الدور الايجابي الهام الذي يلعبه الشخص ذو الخبرة الجيدة في مجال العناية التلطيفية، مما يؤكد على أهمية وجود اشخاص مؤهلون للتعامل مع الحالات العديدة في فلسطين.
اما الدكتور رياض أبو راقية من كلية يافا في المثلث فقد تمحورت ورقته حول قول الحقيقة لمرضى السرطان خصوصا الحالات التي يهدد فيها المرض حياة المريض بشكل جدي، ودور القانون والتشريع في تحسين الظروف. وقد عرض د. أبو راقية عدة امثلة في المستشفيات الاسرائيلية.
اما المتحدثة الرئيسة الثانية في المؤتمر فقد كانت البروفيسورة تيريزا وايزمان من بريطانيا والتي ركزت في حديثها على الابتكار في علاج امراض السرطان والأورام بشكل عام. وتحمل وايزمان خبرة عشرون عاماً في المجال وتشغل حاليا منصب رئيسة وحدة العناية بأمراض السرطان في جامعة ساوثامبتون وتعمل أيضا في مؤسسة ماردسون الملكية وهو اكبر مركز لعلاج السرطان في اوروبا.