نظمت دائرة العلوم الاجتماعية في جامعة بيت لحم بالتعاون مع مديرية تربية بيت لحم مؤتمر الارشاد التربوي الخامس تحت عنوان “تجارب عملية في حماية الاطفال ودعم حقوقهم” وذلك يوم الاثنين 26 شباط 2018، بحضور عدد كبير من المرشدين التربويين من مدارس محافظة بيت لحم وعدد من مسؤولي الارشاد التربوي في الوزارة وعدد من المؤسسات غير الحكومية .
وافتتح المؤتمر بالنشيد الوطني الفلسطيني تلاه كلمة ترحيبية من الدكتورة فردوس عبد ربه العيسى رئيسة دائرة العلوم الاجتماعية في جامعة بيت لحم اكدت فيها على ان شعار المؤتمر “معاً لحماية الطفولة، شركاء من أجل طفولة أفضل” يعكس رؤية مستندة الى حقوق الانسان وحقوق الأطفال في العيش بكرامة ونطلق من فهم للعلاقة العضوية والوثيقة بين الصحة وحقوق الانسان. وقالت د. عبد ربه العيسى ان هذا المؤتمر هو احتفالٌ بالإبداع والمبادرة والخروج عن التقليدية في العمل الارشادي التربوي الذي يمارسه مرشدين تربويين مبدعين.
واشارت د. العيسى الى الشراكة المميزة التي تربط بين دائرة العلوم الاجتماعية في الجامعة وقسم الارشاد التربوي التي تميزت بالتكاملية في العمل والادوار واتسمت بالاستمرارية والديمومة بعيدة عن الموسمية انطلاقا من رسالة جامعة بيت لحم التي تؤمن بدورها في الدفاع عن حرية الانسان وكرامته بغض النظر عن الطبقة الاجتماعية والدين والانتماء السياسي والحزبي.
من جهته قال الاستاذ سامي مروة مدير التربية والتعليم العالي في محافظة بيت لحم الذي شكر جامعة بيت لحم لاحتضانها لهذا المؤتمر الهام مؤكداً على أهمية المبادرات التي عمل عليها المرشدين التربويين في المدارس. وأعلن مروة عن انطلاق رابط المكتبة الالكترونية الخاص بقسم الارشاد والتربية الخاصة، ويهدف الى توفير الى العديد من الادلة الارشادية والتي تخدم المرشدين التربويين في كافة المدارس الفلسطينية.
وأثنى مروة على أهمية الشراكة والتواصل بين الوزارة و المؤسسات التعليمية الفلسطينية لما فيه من فائدة للطلبة والتي تنعكس بشكل مباشر على المجتمع الفلسطيني ككل.
وبدوره قال الاستاذ معاوية عواد، رئيس قسم الارشاد التربوي في مديرية التربية في بيت لحم ان توقيت هذا المؤتمر يتزامن مع يوم المرشد التربوي الفلسطيني الذي أقرته وزارة التربية والتعليم الفلسطينية في يوم 25 شباط من كل عام، ايمانا من الوزارة بأهمية المرشدين التربويين ودورهم في المدارس الفلسطينية.
وقال عواد “ان علاقة الارشاد بالتربية هي علاقة تكاملية، حيث ان التربية الحديثة تعتبر عملية الارشاد جزء لا يتجزأ منها، وانه اصبح من المسلمات التربوية، فهي عملية تمكين وتوعية للطالب، فالإرشاد المثمر يمكّن، يقوي، يعلم من أجل بناء شخصية الطالب المتكاملة، وينمي ابداعاته، ويرتقي بقدراته.”
واضاف “ان استهداف مفاعيل الوعي الوطني والاجتماعي ومكونات الشخصية خلال العقدين الماضيين أحدث تغيير عميق في وعي الشعب الفلسطيني، واثر بشكل واضح في منظومة القيم والأخلاق والعادات الأصيلة لمجتمعنا” وقال ان هذا انعكس على سلوك اطفالنا ونظرتهم لذاتهم وعلاقاتهم من اهاليهم وخوفهم الشديد من المستقبل، فقد اثر على تحديد اولوياتهم، وعلاقتهم بالمدرسة والمجتمع والوطن.
وقال عواد ان “الطفل هو ضحية الاحتلال والفقر وغياب المتابعة الصحيحة في الاسرة والمدرسة، مما استدعى الوزارة للعمل على هذا الموضوع لتعديل السلوكيات والممارسات وزيادة الوعي وايجاد مساحة لرؤية براءة الاطفال وطاقاتهم ومواهبهم وقدرتهم على تقديم الافضل اذا ما أتيحت لهم الفرصة وتهيأت لهم الظروف.”
اما مدير دائرة الارشاد التربوي في الوزارة الدكتور بشار عينبوسي فقد اثنى على المرشدين التربويين في محافظة بيت لحم وقدم لهم التهنئة بمناسبة يوم المرشد التربوي.
ثم تم عرض تجارب عملية قام بها المرشدين التربويين في المدارس تطرقت الى مواضيع متنوعة. فعلى سبيل المثال لا الحصر تناولت التجارب موضوع التوعية من التحرشات الجنسية والعنف بشكل عام، تشجيع لغة الحوار والتواصل الايجابي ما بين الأهل والطلبة والمعلمين، فيما تناولت تجارب اخرى موضوعة سوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي كوسيلة اساسية للاتصال ما بين افراد المجتمع بشكل عام وبين الطلبة بشكل خاص، حيث اطلقت احدى المدارس مبادرة حملت اسم “فكر قبل ان تنشر”، في محاولة لرفع مستوى الوعي لدى طلبة المدارس بالمخاطر المترتبة على الاستخدام العشوائي وغير الامن للأنترنت.
وفي نهاية المؤتمر تم فتح باب الاسئلة والنقاش بين الحضور حول التجارب التي تم عرضها خلال المؤتمر وقراءة توصيات المؤتمر. ثم قام كل من الدكتور بشار عينبوسي والاستاذ سامي مروة والدكتورة فردوس عبد ربه العيسى بتكريم المرشدين التربويين.