عقدت جامعة بيت لحم ومديرية التربية والتعليم في بيت لحم المؤتمر الأول حول الطفولة المبكرة والذي حمل عنوان “الواقع والطموح في مرحلة الطفولة المبكرة”. ويأتي هذا المؤتمر ضمن مشروع تحسين نوعية التعليم في المدارس الأساسية والثانوية الفلسطينية الممول من الحكومة الاسبانية والذي تنفذه كلية التربية في جامعة بيت لحم منذ العام 2010.
واستهدف المؤتمر مشرفات ومربيات رياض الأطفال في مديرية تربية بيت لحم بمشاركة واسعة من قبل وزارة التربية والتعليم مديريات تربية بيت لحم وشمال الخليل وضواحي القدس ورام الله ونابلس وقباطية.
ويهدف المؤتمر الى التعرف على طبيعة الواقع والموجود ضمن قطاع التربية والتعليم في رياض الأطفال في محافظة بيت لحم وتحديد الطموحات من أجل تطوير كل ما هو موجود بالاضافة الى التأكيد على مجموعة من المبادئ، والاحتياجات والمهارات العامة اللازمة من أجل تطوير العمل في قطاع رياض الأطفال في محافظة بيت لحم وتحديد طبيعة العمل ضمن التفكير الابداعي واللعب الدرامي والخيالي في رياض الأطفال وعرض التوجهات التربوية المختلفة في استخدام اللغة الثانية في الروضة اضافة الى عرض ونقاش نماذج وتجارب عمل تربوية ناجحة من قبل عدد من مربيات رياض الاطفال في المحافظة.
واستهلت أعمال المؤتمر الذي عقد في مسرح الجامعة الرئيسي بالنشيد الوطني الفلسطيني، حيث رحب باسم الجامعة الدكتور ميشيل صنصور النائب التنفيذي لرئيس الجامعة بالحضور مؤكدا أن مرحلة الطفولة تعد أهم مراحل التنمية المستدامة لما لها من أثر في بناء الشخصية والسلوك الاجتماعي، وتحصينه من الآفات والأمراض التي قد يتعرض لها الطفل، وأكد على اعتزاز جامعة بيت لحم بالتعاون مع مديرية التربية والتعليم لاحتضان المؤتمر الأول للطفولة المبكرة، كونه يعنى بزيادة النمو الشمولي والتكاملي المدرج في أجندة حقوق الطفل وتضمن أن يتمتع الأطفال بصحة عقلية واجتماعية وعاطفية كضرورة ملحة في بناء رأس المال البشري والحد من الفقر وتعزيز المشاركة الفاعلة في المجتمع.
وقدم الأستاذ رزق صليبي عميد كلية التربية في جامعة بين لحم نبذة سريعة عن مشروع تحسين نوعية التعليم في المدارس الأساسية والثانوية الفلسطينية والذي استهدف 58 مدرسة في القدس وضواحيها وبيت لحم وشمال الخليل من خلال شراكة قائمة على التعاون بين الجامعة و مديريات التربية والتعليم منذ العام 2010 والنابعة من إيمان الجامعة بالعلاقة التكاملية مع المدارس حيث أن مخرجات الجامعة هي مدخلات المدارس ومدخلات الجامعة هي مخرجات المدارس.أما د. جهاد زكارنة، الوكيل المساعد للشؤون التعليمية ورئيس مركز المناهج في وزارة التربية والتعليم العالي فقد نقل تحيات وزير التربية والتعليم الدكتور علي أبو زهري، مثمنا دور جامعة بيت لحم وجهودها في إطلاق المؤتمر الخاص بالطفولة المبكرة لما لها من أهمية في تطوير قدرات الطفل بأبعادها المختلفة والتي ترتبط بنوعية التجارب التي مر بها في صغره. ونوه زكارنة إلى أن إعلان “جوميتان” في العام 1990 حول التعليم للجميع قد شدد على ضرورة احتواء التعليم الأساسي على أنشطة تربوية هادفة موجهة للطفولة المبكرة، مشيرا إلى اهتمام وزارة التربية والتعليم العالي بقطاع رياض الأطفال. وعليه فقد وجهت الوزارة أنشطتها هذا العام لبناء إستراتيجية الطفولة المبكرة بالشراكة مع عدة قطاعات وجامعات ومنظمات أهلية.
كما أكد زكارنة ان هذا المؤتمر لهو احدى الخطوات الهامة لمواجهة التحدي الأكبر وهو عدم القدرة على تعميم هذا التعليم بشكل واسع، مختتما كلمته بتوجيه الشكر لجامعة بيت لحم والقائمين على هذا المؤتمر.
واستهلت الاستاذة نسرين عمرو مديرة تربية بيت لحم حديثها بكلمات لمسئول التعليم في سنغافورة الذي قال معلقا على حصول طلبة سنغافورة على أعلى العلامات على المستوى الاسيوي “نحن لا نقتل جرحانا، بل نقدم لهم العلاج.”
وأشارت عمرو ان سياسة وزارة التربية والتعليم العالي الحديثة تقوم على مبدأ الانفتاح والتنوع والإيتاء بكل ما هو حديث ومتطور بالشراكة مع المؤسسات العاملة في قطاع الطفولة المبكرة، خدمة لأطفالنا في مستهل أعمارهم ولهذا كان لا بد من الاهتمام بصحتهم الجسدية والنفسية وحمايتهم من أي أذى قد يلحق بهم، مما يعتبر حقا مشرعا لهؤلاء الأطفال كفلته لهم المواثيق والأعراف الدولية. واختتمت عمرو حديثها بالإشادة بجهود القائمين على هذا المؤتمر.
وقد تم تقديم اوراق عمل من قبل بعض اساتذة جامعة بيت لحم والمشاركين من مديرية التربية ورياض الأطفال في محافظ بيت لحم. كما اقيم على هامش المؤتمر معرضا للمواد والوسائل التربوية المنتجة من قبل بعض المؤسسات المختصة ومن مربيات رياض الأطفال، وذلك في قاعة الدكتور أنطون صنصور، حيث سيستمر المعرض ليوم الثلاثاء.
وخرج المؤتمر بالعديد من التوصيات أهمها تعزيز الشراكة ما بين مؤسسات المجتمع المحلي والمدارس بخصوص متابعة شؤون مرحلة الطفولة المبكرة وان تقدم الجامعات برامج لتأهيل المعلمين في مجال رياض الأطفال، التنسيق لعقد مؤتمرات دورية ومشتركة في هذا المجال يتم التركيز فيها على الأبحاث والدراسات لتطوير الواقع التربوي لهذه المرحلة. كما أوصى المؤتمر بضرورة توفير فرص لقاءات مشتركة ما بين مربيات رياض الأطفال والعاملين في القطاع الرسمي وحماية حقوق العاملين في قطاع الطفولة المبكرة وسن قوانين تحدد سلم الرواتب لهم، والتركيز على اللغة الأم في هذه المرحلة.
لمزيد من الصور