اليوم العالمي للحفاظ على الطبيعة

في الثامن والعشرين من تموز من كل عام، يُحتفل باليوم العالمي للحفاظ على الطبيعة، وهو فرصة للتذكير بواجب الجميع في حماية الموارد الطبيعية والنظم البيئية المتنوعة على كوكب الأرض. إن الحفاظ على البيئة ليس مسؤولية المنظمات البيئية فحسب؛ بل هو شيء يمكن لكل فرد أن يساهم فيه في حياته اليومية. إن ممارسة بعض الإجراءات البسيطة يمكن أن تحدث تأثيرًا كبيرًا، مثل تقليل استخدام البلاستيك من خلال استخدام أكياس وزجاجات قابلة لإعادة الاستخدام، والحفاظ على المياه عبر الاستخدام الواعي، ودعم المنتجات المحلية والمنتجات المستدامة. من خلال تبني هذه العادات والدعوة إلى ممارسات صديقة للبيئة في المجتمع، يمكن للجميع المساعدة في خلق عالم أكثر صحة واستدامة للأجيال القادمة.

تزامنًا مع اليوم العالمي للحفاظ على الطبيعة، يُسعد معهد فلسطين للتنوع الحيوي والاستدامة – جامعة بيت لحم الاحتفال بالذكرى السنوية الأولى لاستلام الضباع في وحدة إعادة تأهيل الحيوانات. تم استلام صغار الضبع في 30 يوليو 2023، بعد مصادرتها من قبل شرطة البيئة بسبب التجارة غير القانونية. بالتعاون مع سلطة جودة البيئة وجمعية فلسطين للبيئة والتنمية المستدامة، عاد فريق المعهد إلى الخليل لتفقد الكهف الذي سُرقت منه الضباع الصغيرة، في محاولة لإعادة لمّ شملهم مع أمهم. وبعد أن فشلوا في تحديد مكان أمهم، قاموا بإعادة الضباع الصغيرة إلى وحدة إعادة تأهيل الحيوانات في المعهد لإعادة تأهيلها. وقد ضمنت المشاورات المكثفة التي أجريت مع خبراء إقليميين ودوليين حصولهم على الرعاية المثلى، بهدف إعدادهم للإطلاق في نهاية المطاف في البرية بمجرد اعتبارهم جاهزين. وخلال الأشهر الأولى من رعايتهم، تم تقديم الرعاية الطبية الأساسية، والالتزام بدقة بجداول التغذية، وتحديد التفاعل البشري لتقديم التغذية والعلاج، وتعليمهم مهارات البقاء الحاسمة. وعلى الرغم من الجهود الدؤوبة، أصبح من الواضح أن هذه الصغار لن تتكيف بأمان مع الحياة في البرية. ونتيجة لذلك، وبعد التشاور والاتفاق مع سلطة جودة البيئة، تم نقل ثلاثة من الأشبال الخمسة إلى حديقة الحيوانات في قلقيلية، بينما تم الاحتفاظ بالضبعين المتبقيين في المعهد لخدمة أغراض تعليمية تهدف إلى زيادة الوعي بهذا النوع المعرض للخطر.

ثم قام المعهد بدمج الضباع في مبادراته التعليمية من خلال عرضها في الجولات في الحديقة النباتية. فهي الآن تلعب دورًا مركزيًا، حيث يتم خلال الجولات والفعاليات التعليمية تسليط الضوء على دورها الحاسم في صحة النظام البيئي من خلال بحثها عن جثث الحيوانات الميتة لتتغذى عليها، وبالتالي السيطرة على انتشار الأمراض والمساهمة في الحفاظ على الطبيعة في فلسطين.

على مدار العام الماضي، نظم المعهد ستة أنشطة تعليمية تركز بشكل خاص على الضباع. كما رفع مستوى الوعي حول هذا النوع من خلال العديد من المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك في اليوم العالمي للضباع. بالإضافة إلى ذلك، أتيحت الفرصة لأكثر من 1500 زائر للمتحف لرؤية الضباع والتعرف عليها بشكل مباشر والحصول على المزيد من المعلومات عنها.

يؤكد هذا الإنجاز على تفاني المعهد في رعاية الحياة البرية ويسلط الضوء على النتائج الإيجابية لجهود إعادة التأهيل المركزة. وبينما يحتفل المعهد أيضًا هذا العام بالذكرى السنوية العاشرة لتأسيسه، فإنه يهدف إلى إلهام الآخرين للانضمام إلى جهوده في دعم المهمة الحيوية لحماية البيئة والحفاظ على الطبيعة.

 لاكتشاف المزيد عن الضباع وجهود الحفاظ على البيئة في فلسطين زوروا موقع المعهد : https://www.palestinenature.org/ar/visit/