الموقع الالكتروني: http://www.alhayat-j.com/ar_page.php?id=50dffc3y84803523Y50dffc3
من: الحياة الجدبدة
رام الله –الحياة الجديدة- بسام أبو عرة – “الإيقونة “، عمل وإبداع وثقة ،صاحبة فكرة تأسيس أول فريق نسوي بكرة القدم الذي انطلق بالتحدي والإصرار ومن ثم كان النجاح، ليكون الفريق الأساس الذي تم البناء عليه فيما بعد، عملت بجد ونشاط وتطوع منذ عام 2002 في جامعة بيت لحم، واضعة هدفا في حياتها الرياضية كرسته للنهوض بالرياضة النسائية في وطن تحت الاحتلال ولوضع كرة القدم النسوية على الخارطة في مجال يسوده التسلط المجتمعي ألذكوري في قيادة المؤسسات الرياضية والظروف الاجتماعية الصعبة والعادات والافتقار للدعم المادي والمعنوي.
فجاء تأسيس فريق كرة القدم قصة مُلهمة عن الكفاح والأمل والإصرار والتمكين والصمود في وجه أشكال مختلفة من الصعوبات والتحديات والتي نجحت في نهاية المطاف.
“أيقونة ” الرياضة النسوية الدكتورة سمر الأعرج، البساطة والطيبة والأخلاق معدنها، والعمل الجدي التطوعي منهجها، والتحدي والإصرار قانونها، والإبداع والنجاح عنوانها، سيدة مجتمع ناجحة ورياضية مخضرمة عملت لأجل الغير ، تبوأت مناصب جمة في الكثير من المؤسسات الرياضية محلية كانت أو عربية فكانت أسوة حسنة في تمثيل وطنها في أي محفل تكون فيه، كان لا بد من تسليط الأضواء عليها حتى نبحر جميعا معها منذ بدايتها وحتى وصولها لعضوية المكتب التنفيذي للاتحاد العربي للرياضة الجامعية ورئيسة اللجنة النسائية فيه فكان هذا الحوار:
• حكايتك مع الرياضة منذ البداية وحتى الآن؟
– إيماني بقدرة المرأة على فعل أي شيء وثقتي بأن الرياضة قادرة على تغيير حياة الناس كان من أهم دوافعي للالتحاق بالجامعة الأردنية لدراسة التربية الرياضية رغم أن معدلي في الثانوية العامة كان يؤهلني للتسجيل بكلية الطب او الهندسة في ذلك الوقت. وكنت اسمع انتقادات كثيرة بسبب دراستي التربية الرياضية و”سمعتهم يقولون أنني أضيع وقتي وتفوقي الدراسي من اجل أن ادرس (نط ولعب وواحد اثنين )” وآخرين عاتبوا والدي للسماح لي بالسفر إلى الأردن لكي ادرس رياضة ولكنه لم يستمع لأحد وصمم على تنفيذ رغبتي وحاولت بكل قوتي وصمودي أمام التحديات أن أبرهن بأن النساء يملكن مؤهلات كالرجال أو أكثر في أي حقل وظيفي يخترنه ويمكن تحقيق أي حلم إذا آمن الإنسان بقدراته ولم يستسلم للمعوقات وتخرجت الأولى على دفعتي وعلى الجامعة الأردنية بامتياز ببكالوريوس في التربية الرياضية عام 1984ووقتها تم تكريمنا من جلالة الملك حسين في قصره واستلام الشعار الملكي الخاص وما زلت احتفظ به لحد الآن .
وحرصا مني على خدمة وطني وانتمائي لفلسطين عدت إلى بلدي رغم العروض المغرية لوظائف خارج الوطن واستلمت وظيفة معلمة تربية رياضية في جامعة بيت لحم. وأدركت أهمية التربية الرياضية في تطوير صحة الطلاب ورفاهيتهم الذاتية والتخفيف من الضغوطات النفسية الناتجة عن الوضع السياسي وتوفير مهارات القيادة وروح الفريق القادرة على تشجيعهم على بناء حياة ذات مغزى ومعنى.
وتابعت دراستي الأكاديمية العليا وفتح لي أبواباً جديدة في التعليم التعاوني والمشاريع البحثية على المستوى الدولي. وأثبتت نفسي كمرجعية هامة في الحقل الرياضي بعد أن نشرت العديد من الدراسات وبالإضافة إلى ذلك قمت بتنسيق عدة برامج مجتمعية بالتعاون مع دائرة الرياضة في جامعة كولن شتدت في ألمانيا. وشمل هذا على برامج تدريبية مختلفة للتربية الرياضية في المدارس ولمدربي النوادي المجتمعية و لمشرفي التربية الرياضية.
• بدايتك مع الفرق النسوية وبالذات بكرة القدم وما هي المعوقات التي وجدتيها وكيف تغلبتي عليها؟
– بطبيعتي أحب التحديات والعمل جاهداً لتحقيق أهدافي فخلال دراستي للتربية الرياضية في الجامعة لم يكن مسموح للطالبات أن تسجل مساق كرة القدم وعلينا أن نأخذ مادة الإيقاع الحركي ولكنني كنت أتدرب كرة قدم أحيانا مع زملائي واكسر القانون ومنهم محمد الصباح وإبراهيم الأطرش وعندما بدأت ميدان العمل في جامعة بيت لحم واستلمت موقع المسؤولية الإدارية صممت عام 2002ان ابدأ بفكرة تأسيس كرة قدم للطالبات وبالفعل استجابت بعض الطالبات لإعلاني ومن أولهن هني ثلجية وشذى بنورة وجاكلين جزراوي وفداء موسى وهيا موسى وغادة الهودلي وداليا خاروفة وتالا أبوعيد وهبة سعيد ومها الأعرج وفداء فنون وقام بتدريبهن المدرب المخضرم الذي يستحق كل تقدير واحترام رائد الهريمي الذي استمر متطوعاً لتطوير كرة القدم النسوية ومساعدتي في نشرها في المحافظات الأخرى وكانت اول تشكيلة لفريق 11 لاعبة كما يلي: هني ثلجية – ندين ونفين كليب- سراب الشاعر- جاكلين جزراوي- ماريان بندك- كلودي سلامة- نتالي شاهين- غدير لدعة – جينا خنوف-اسيل جبر- بيسان عليان – آية الخطيب- حمامة جربان- نورا ابو شنب- أنوار حيادري-أميرة الهودلي- ولاء حسين- ندين عودة . كما أضفنا لاعبات من غزة بإشراف الزميلة هنية البش ونيللي المصري.
وكرست حياتي للنهوض بالرياضة النسائية في وطن تحت الاحتلال ولوضع كرة القدم النسوية على الخارطة في مجال يسوده التسلط المجتمعي ألذكوري في قيادة المؤسسات الرياضية والظروف الاجتماعية والدينية الصعبة والافتقار للدعم المادي والمعنوي إن بدايتنا في تأسيس كرة القدم النسائية قصة مُلهمة عن الكفاح والأمل والإصرار والتمكين والصمود في وجه أشكال مختلفة من الصعوبات والتحديات. وساهمت شجاعة وتضحيات طالباتي ولاعبات الفريق ودعم زوجي ماريو موسى وأهلي وعائلتي وإدارة جامعة بيت لحم وزملائي في الدائرة الرياضية وقطاعات مختلفة من المجتمع لهذا الفريق في تحويل هذا الحلم إلى حقيقة.
وقد وُثقت رحلة تأسيسنا هذا الفريق في أفلام قصيرة منها فاز بجوائز عالمية. وتبين كيف كان علينا إقناع الأهالي بالسماح لبناتهم المشاركة في الفريق. وعانى الفريق أيضا من ظلم الاحتلال والحواجز وجدار العزل ومنع التجول خاصة عند محاولتنا الوصول إلى التدريب والمباريات. وكتحدي لكل الصعوبات، تمكنا مع الفريق من حمل العلم الفلسطيني ورفعه عالياً في 8 مشاركات خارجية عربية ودولية ومنها معسكر تدريبي في المانيا وبنتائج معظمها ايجابية. وأثبتنا للعالم قدرة ومثابرة المرأة الفلسطينية.
• أنت والرياضة الجامعية كيف كانت البداية ومن أين ؟
– توقفت البطولات الجامعية الرياضية في عام (1987) بسبب الانتفاضة الفلسطينية الأولى، واستمر هذا التوقف حتى عام (1994) عند دخول السلطة الوطنية إلى أرض الوطن. كانت البطولات الجامعية تنظم بالسابق من قبل الجامعات، واستمر ذلك حتى عام (1997) عندما أسست وزارة التعليم العالي أول اتحاد رياضي للجامعات والمعاهد العليا، والذي أخذ على عاتقه تنظيم البطولات الرياضية الجامعية الرسمية.
وتأسس الاتحاد الرياضي سنة 1997 ويتخذ من وزارة التعليم العالي مقراً له باعتبارها المظلة الشرعية للاتحاد، انتسب للاتحاد 15 مؤسسة تعليمية (جامعات وكليات) من المحافظات الشمالية والجنوبية وتستمر نشاطاته طوال العام الدراسي.
ومن أهداف الاتحاد الرياضي رعاية الحركة الرياضية في مؤسسات التعليم العالي ودعمها وتطويرها ورفع مستواها بكافة الوسائل الممكنة وتمثيل مؤسسات التعليم العالي في الدورات والمؤتمرات الرياضية المحلية والعربية والدولية والتنسيق مع الاتحادات الرياضية المحلية والعربية والدولية.
والتحقت بالاتحاد الرياضي في مؤسسات التعليم العالي عام 2005 ممثلة جامعة بيت لحم في الهيئة العامة مع عمر موسى والذي كان رئيس الاتحاد في ذلك الوقت وعام 2007 استلمت مركز نائبة الرئيس وعام 2008 تم انتخابي رئيسة للاتحاد وبما ان نظام الاتحاد الداخلي يعطي حق الرئاسة لكل جامعه بالتناوب سنويا عينت رئيسة الاتحاد عام 2016 وحاليا موقعي مديرة العلاقات العامة والدولية في الاتحاد الفلسطيني للرياضة الجامعية حيث تم التعديل على بعض نقاط النظام الداخلي له .
• ماذا يحتاج الاتحاد حتى يتطور أكثر؟
– في اعتقادي أن النواحي المالية من الأمور التي تقف حاجزا أمام تنفيذ خطط الاتحاد حيث ميزانية الاتحاد فقط تعتمد على الاشتراكات السنوية من الجامعات ولا يوجد أي دعم مادي من وزارة التعليم العالي أو أية جهة أخرى .كما أن التضارب في البرنامج الأكاديمي بين الجامعات يؤدي إلى ضغط فترة المنافسات في أسابيع محددة. أيضا عدم وجود حوافز أو امتيازات للطلاب اللاعبين من قبل إدارات الجامعات ما يعيق من فرصة اشتراك اللاعب في بعض المنافسات والتأثير على مستوى فريقه .ومن المعوقات أيضا عدم قدرة لاعبي الأندية وخصوصا المحترفين أن يشاركوا في البطولات الجامعية خوفا من الإصابات والتضارب مع الدوري المحلي أو المشاركات الخارجية للاتحاد .
لن ننسى أيضا أن هناك العديد من المعيقات التي تواجه الرياضة بشكل عام والتي يصطدم بها ممارسو النشاط الرياضي، ومنها الظروف السياسية وتأثيرها على وقف النشاطات الرياضية في الجامعات.
* لماذا تغيب بعض الجامعات عن المشاركات الرياضية الجامعية؟
– 1- تكثيف البرامج الدراسية التي تحول دون إعطاء الفرق الرياضية التدريب الكافي والمطلوب
2) عدم وجود صالات رياضية مغلقة كافية لتحل مشكلة عوامل الطقس والتعارض في استعمال المرافق الجامعية خصوصا عند الجامعات التي عندها تخصص تربية رياضية.
3) عدم وجود حوافز للاعبين كالمنح الدراسية أو اعتبار اللعبة كساعة معتمدة للطالب.
4) قلة عدد الطالبات اللاعبات ما يؤدي إلى صعوبة تشكيل فرق رياضية للطالبات في الألعاب المختلفة مثل كرة السلة وكرة اليد.
5) قلة الميزانية المخصصة للنشاطات الرياضية.
6) هناك نقص في تخريج لاعبين من المدارس الى الجامعات او الاندية والجامعة المحظوظة هي التي يلتحق بها لاعب متفوق رياضيا من مدرسة او نادي.
* بما انك عضو سابق بالاتحاد العربي للرياضة الجامعية كيف ترين هذا الاتحاد وما فائدة ان تكون فلسطين عضو فيه؟
رؤية الاتحاد العربي هي :مجتمع عربي جامعي رياضي- شباب عربي مبدع -انجازات عربية رياضية عالمية، أما رسالته فهي : تطوير بيئة رياضية جامعية عربية تمكن من استثمار الطاقات والمواهب الكامنة- نشر الثقافة الرياضية بين شباب الجامعات العربية.
لو تحقق جزء من الرؤية والرسالة يعتبر اتحاد ناجح ويقدم الكثير لطلاب الجامعات العربية وحاليا يرأس الاتحاد العربي الدكتور سعيد الحساني وهو قائد حكيم ويعمل جديا على تطوير الاتحاد وخدمة الحركة الرياضية الجامعية العربية .
وخلال استلامي رئاسة اللجنة النسائية في الاتحاد العربي للرياضة الجامعية قمت بزيارات وعقد ندوات في بعض الدول العربية مثل لبنان وسلطنة عمان والمغرب والأردن والإمارات العربية لوضع اللجنة على خارطة الجامعات العربية والبدء بتنفيذ ما قمنا بالتخطيط له مع عضوات اللجنة والمكتب التنفيذي. ومن ابرز ما خططنا له إقامة منتخب نسوي عربي جامعي لكرة القدم من لاعبات المنتخبات الجامعية والتجمع في أي دولة عربية لعقد مباراة ودية مع منتخب عربي او دولي لإظهار قدرة الفتاة العربية على المنافسة وتحدي الصعوبات والعوائق.
في اعتقادي أن فلسطين يجب أن تكون ممثلة في كل اتحاد عربي أو دولي لنثبت وجودنا وكياننا ونذكر العالم بان هناك دولة فلسطينية وعندها شباب قادر أن ينافس في أي بطولة ويحقق انجاز ويرفع العلم الفلسطيني في كل بلاد العالم .
* من هي سمر الأعرج موسى ؟
– مديرة الدائرة الرياضية في جامعة بيت لحم ومحاضرة في كلية التربية
– مدربة لياقة البدنية
-أمينة سر الاتحاد الفلسطيني للتنس الأرضي سابقا
– مؤسسة كرة القدم النسوية في فلسطين
-عضو في اللجنة الاولمبية الفلسطينية سابقا
-عضو في اللجنة العلمية لرابطة المرأة العربية سابقا
– رئيسة الاتحاد الرياضي في مؤسسات التعليم العالي الفلسطيني سابقا
– مديرة العلاقات العامة والدولية في الاتحاد الفلسطيني للرياضة الجامعية
– عضو في المكتب التنفيذي للاتحاد العربي للرياضة الجامعية ورئيسة اللجنة النسائية سابقا
– حكم كرة سلة سابقا
– من الخبيرات الفلسطينيات في المجال الرياضي
– حائزة على عدة جوائز وتكريم لما قدمته للرياضة الفلسطينية ومنها جائزة التمييز في التعليم بين أساتذة الجامعات الفلسطينية لعام 2010 من الامديست.